للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صوب أراضي بلنسية، واستولى بمساعدة فرسان الداوية على حصن الديموس، وعدة حصون أخرى من حصون منطقة شنتمرية الشرق.

واضطر بيدرو أن يتدخل في الحرب الصليبية التي شهرها سيمون دي مونفور وزملاؤه السادة الفرنسيون على الملاحدة الألبيين (١)، وذلك لحماية أملاكه فيما وراء البرنيه، وقد كانت مسرحا لهذه الحرب وخربت فيها عدة مدن. وكان من سوء حظه أن سقط في إحدى المواقع التي خاضها ضد سيمون دي مونفور، وذلك في ١٣ سبتمبر سنة ١٢١٣ م.

وترك بيدرو الثاني ولداً وحيداً هو دون خايمى، وكان عند وفاته طفلا حدثاً، وكان محجوزاً لدى سيمون دي مونفور، إذ كان ثمة قبل اضطرام الخصومة بين الفريقين، مشروع لتزويج خايمى بإبنة لسيمون، ولم يفرج سيمون عن خايمى إلا بتدخل شديد من البابوية، فأفرج عنه في العام التالي (١٢١٤ م)، واستقبل الأرجونيون والقطلان ملكهم الطفل بابتهاج وحماسة.

واجتمع نواب المملكة في (الكورتيس) في لاردة، واختاروا للوصاية على خايمى أستاذ فرسان الداوية جليم دي مونرادو. ولكن الأمور ما لبثت أن تعقدت إذ ثار عماه دون فرناندو ودون سانشو في محاولة لانتزاع العرش منه، ومن جهة أخرى فقد أعلن كثير من الأشراف استقلالهم، وأخذوا يحاربون بعضهم بعضاً، وعمت الفوضى في المملكة. واستطاع أنصار الملك خايمى أن ينتزعوه من وصيه أستاذ الداوية، وكان يعتقله بقلعة مونتشون، وكان قد بلغ التاسعة من عمره. واضطرم الصراع عندئذ بين حزب خايمى وبين خصومه، وكان يؤازره بالأخص الأشراف القطلان، ونواب الكورتيس، واستطاع خايمى أن يتغلب على منافسيه في العرش، بيد أنه استمر أعواما أخرى يكافح ضد الأشراف الخوارج، وانتهى الأمر بأن عقد بينهما سلم عام، وذلك في شهر مارس سنة ١٢٢٧ م (٢).

وكان الملك خايمي قد بلغ عندئذ نحو العشرين من عمره. وكان يشعر عندئذ أنه بعد أن فرغ من المشاغل الداخلية، يستطيع أن يوجه عنايته إلى تحقيق أطماع الفتح، واقتطاع ما يمكن اقتطاعه من الأراضي الإسلامية في قطاع بلنسية. بيد أنه كان يتوق إلى أن يحقق قبل ذلك أمنيته في افتتاح الجزائر الشرقية. ولقد


(١) راجع الهامش في ص ٢٨٩ من هذا الكتاب.
(٢) A. Altamira: ibid ; T. I. p. ٣٧٧ & ٣٧٨

<<  <  ج: ص:  >  >>