للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ووصلت إلى ثغر حيفا بالشام، وانضمت إلى من كان هناك من القوات الصليبية في محاربة المسلمين.

وكان الملك خايمي، طوال حكمه، يعانى من عنت النبلاء، ومعارضتهم لكثير من تصرفاته ومشاريعه، وقد لبث معهم في صراع مستمر، لكي يتغلب على عنتهم، ويحطم سلطانهم الإقطاعى القوي، ولكنهم قاوموه، ووقعت الحرب الأهلية بين الفريقين، ولم يهدأ ذلك الصراع إلا حينما تفاقمت الأحوال في مملكة بلنسية، واشتدت بها ثورات المدجنين، وخشى أن يؤدي ذلك إلى ضياع الفتوحات الأرجونية.

وتوفي الملك خايمي في ٢٧ يوليه سنة ١٢٧٦ م، بعد حكم طويل استطاع فيه أن يضاعف رقعة مملكته أراجون، وأن يقضى على دولة الإسلام في الجزائر وشرقى الأندلس، وهو ما لقب من أجله " بالفاتح ". ويعتبر خايمى الأول مؤسس مملكة أراجون الحقيقي، وموطد استقلالها، وقد قاوم في هذا السبيل مطامع البابوية، ورفض أن يعترف لها بأي نوع من التبعية كما فعل أبوه. وقد عمل كثيراً لإصلاح القوانين، وتنظيم الإدارة والشئون المالية بالمملكة، بيد أنه يوصف بالقسوة وغلبة الشهوات عليه، ومما يؤثر عنه أن كتب تاريخا لحكمه (١).

ولما توفي خايمي قسمت مملكته بين ولديه، فتولى حكم أراجون وقطلونية وبلنسية ولده الأكبر بيدرو، وتولى حكم الجزائر والإمارات الفرنجية فيما وراء البرنيه، ولده الأصغر خايمى، على أن هذا التقسيم لم يدم طويلا.

٢ - مملكة نافارا (نبرَّة)

لبث الصراع قائماً دون انقطاع بين نافارا وبين جارتيها من الجانبين، أراجون وقشتالة. وقد تتبعنا فيما تقدم مصاير نافارا، منذ اتحادها مع أراجون تحت حكم ألفونسو المحارب، ثم انفصالها بعد ذلك عند وفاته في سنة ١١٣٤ م واستئنافها لحياتها المستقلة، تحت حكم ملكها غرسية راميريس حفيد سانشو الكبير. ولما توفي غرسية في سنة ١١٥٠ م، خلفه ولده سانشو السادس الملقب بالعالم. وقد خاض سانشو ضد قشتالة وأراجون بعض الأحداث المماثلة، إذ كان التربص بنافارا سياسة مرسومة تنفذ بالاعتداء عليها كلما سنحت الفرص. وعقد السلم حيناً بين قشتالة ونافارا، نتيجة لتدخل هنري الثاني ملك انجلترا، وتسوية


(١) ويسمى تاريخ الملك خايمي Historia del Rey don Jaime

<<  <  ج: ص:  >  >>