للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكرس ألفونسو هنريكيز معظم نشاطه لغزو الأراضي الإسلامية، وبدأ بمحاصرة أشبونة وافتتاحها (١١٤٧ م)، ثم استولى في نفس الوقت على مدينة شنترين حصنها الشمالي، واستولى على ثغر قصر الفتح أو قصر أبي دانس في سنة ١١٦٠ م، ولبث في أيدي البرتغاليين، حتى قام الخليفة يعقوب المنصور باسترداده في سنة ١١٩١ م، ثم غزا بطليوس في سنة ١١٦٩ م، واستولى عليها بالفعل، ولكن الموحدين استردوها في الحال بمعاونة حليفهم فرناندو الثاني ملك ليون، واستولى أخيراً على مدينة باجة في سنة ١١٧٧ م. وقد أتينا على تفاصيل هذه الغزوات كلها في مواضعها من الكتاب.

ولما توفي ألفونسو هنريكيز في شهر ديسمبر ١١٨٥ م، خلفه ولده سانشو الأول. وكان سانشو كأبيه يضطرم حماسة لغزو الأراضي الإسلامية، والقضاء على بقايا الحكم الإسلامي في البرتغال، فقضى أعوام حكمه الأولى في إصلاح البلاد والحصون التي خربتها الحرب، ثم زحف نحو الجنوب، وقام بمحاصرة مدينة شلب أهم القواعد الإسلامية الباقية وافتتاحها، وذلك بمعاونة القوات الصليبية المسافرة إلى المشرق (سنة ١١٨٩ م) ولكنه لم يستطع الاحتفاظ بها أكثر من عامين، إذ قام الخليفة المنصور باستردادها من أيدي البرتغاليين في سنة ١١٩١ م، وكان قد غزا أراضي البرتغال قبل ذلك، وقام بزحفه المظفر نحو الشمال (١).

ولم تقع خلال حكم سانشو حوادث خارجية ذات شأن، وهدأ الصراع حيناً بين البرتغاليين والمسلمين. ولبث المسلمون عصراً آخر يحتلون الرقعة الجنوبية من البرتغال، تتوسطها مدينة شلب، والرقعة المتصلة بولاية الغرب، وبها ميرتلة وعدة قواعد أخرى، وشغل سانشو معظم أعوام حكمه بما نشب بينه وبين البابوية من خلاف، أولا يسبب رفضه لأداء الجزية، التي تعهد والده ألفونسو هنريكيز بأدائها للكرسى الرسولى، نظير حمايته ضد دعاوى قشتالة، وثانيا بسبب النزاع المستمر بينه وبين الأحبار، ولاسيما أسقف بورتو، وأسقف قلمرية. وقد أصدر الأساقفة ضده أكثر من قرار بالحرمان الكنسى، وتوفي في مارس سنة ١٢١١ م، ولم يرفع عنه قرار الحرمان إلا بعد موته. فخلفه ولده ألفونسو الثاني وهو الملقب بالبادن لبدانته المفرطة. وفي بداية حكمه نشب الخلاف بينه وبين أخواته. وكان والدهن قد أوصى لهن ببعض القلاع والأراضي، وأبين


(١) راجع ص ١٧٠ - ١٧٤، وص ١٨٧ و ١٨٨ من هذا الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>