للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في شهر جمادى الأخرى سنة ٦٤٦ هـ (١).

وإدريس بن محمد بن موسى الأنصاري، من أهل قرطبة، أخذ عن أبي جعفر بن يحيى الخطيب، وأبي محمد بن حوط الله، ومال إلى العربية والآداب، وبرع فيها، وتصدر لإقرائها بقرطبة، إلى أن تملكها القشتاليون في سنة ٦٣٣ هـ، فغادرها وعبر البحر إلى سبتة، واستأنف بها الإقراء، وكانت له مشاركة في النظم والنثر، وتوفي سنة ٦٤٧ هـ (٢).

والحسن بن أحمد بن الحصين بن عطاف العقيلي، من أهل جيان، أخذ عن أبيه وغيره من أشياخ بلده، وبرع في اللغة والأدب، وكانت جيان من مناطق التفوق في دراسة العربية، وله شرح في " مقصورة ابن دريد ". ولم تذكر لنا تاريخ وفاته (٣). ومحمد بن محمد بن مخلد النحوى، من أهل شاطبة، درس العربية وبرع فيها، ثم انتقل من بلده إلى غرب الأندلس. وله كتاب في شرح " الجمل للزجاجي " ولم تذكر لنا تاريخ وفاته (٤).

وموسى بن علي بن عامر من أهل إشبيلية يعرف بالجزيري، لأن أصله من الجزيرة الخضراء، درس القراءات والحديث والعربية، ومهر في العربية وكان عمدة في النحو في عصره، يؤخذ عنه، ويؤثر به. وله شرح في كتاب "لحن العامة " للزبيدى، وشرح لكتاب " التبصرة " للصميرى، وكتاب آخر عنوانه " الاستيضاح في شرح الإيضاح " ولم نعثر كذلك على تاريخ وفاته (٥).

ونختتم هذا الثبت من علماء اللغة والنحو بذكر إمامهم وقطبهم الأكبر في ذلك العصر، وهو العلامة عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله الأزدي الإشبيلي، أبو علي الشلوبين - قال ولده إنه سمى بالشلوبين، لأنه كان أشقر أزرق. وكان خبازا. ودرس الشلوبين القراءات والآداب واللغات وأخذ بقسط من رواية الحديث، وروى عن جمهرة من أقطاب عصره مثل ابن بشكوال، وأبي بكر بن زهر، وأبي محمد بن بونه، وأبي زيد السهلي، وابن مضاء، وابن حبيش، وابن كوثر وغيرهم. ولكن غلبت عليه دراسة العربية ونبغ فيها حتى غدا إمامها الذي لا يبارى، وتصدر لإقرائها بإشبيلية دهراً، وكانت تشد إليه الرحال من سائر


(١) ترجمته في التكملة رقم ٥٢٢.
(٢) ترجمته في التكملة رقم ١٦٨٤.
(٣) ترجمته في التكملة رقم ٦٩٢.
(٤) ترجمته في التكملة رقم ١٥٤٨.
(٥) ترجمته في التكملة رقم ١٧٣٦

<<  <  ج: ص:  >  >>