للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورداً فمضمون نجاح المصدر ... هي عزة الدنيا وفوز المحشر

نادى الجهاد بكم بنصر مضمر ... يبدو لكم بين القنا والضمر

خلوا الديار لدار عز واركبوا ... عبر العجاج إلى النعيم الأخضر

وتسوغوا كدر المناهل في السرى ... ترووا بماء الحوض غير مكدر

ومن شعره قوله:

مضى الوصل إلا منية تبعث الأسى ... أدارى بها همى إذا الليل عسعسا

أتانى حديث الوصل زورا على النوى ... أعد ذلك الزور اللذيذ المؤنسا

ويا أيها الشوق الذي جاء زائرا ... أصبت الأمانى خذ قلوبا وأنفسا

وقوله:

ليل الهوى يقظان ... والحب مترب السهر

والصبر لي خوان ... والنوم من عينى برى (١).

ومنهم أحمد بن محمد بن عيسى .. بن عبد الرحمن بن حجاج اللخمى من أهل إشبيلية، ويعرف بالأفيلح تصغير الأفلح وهو المشقوق الشقة السفلى، كان أديبا بارعا وشاعراَّ مجيداً، وزر للمتوكل ابن هود، وخاض معه حوادث إمارته، وحظى لديه. وله أرجوزة مخمسة في السير عنوانها " نظم الدرر ونثر الزهر " وهي من أحسن ما نظم في موضوعها. وله شعر جيد، وعدة مدائح في أمراء بني عبد المؤمن، ومن ذلك قوله يهنىء المأمون أبا العلاء إدريس.

هنأ الله بلاد العرب ... ما تتمناه بلاد المشرق

طلع المأمون فيها أمل ... الراجى وأمن التق

وكساها من سنا أنواره ... رونقا يدهش نور الحدق (٢).

ومالك بن عبد الرحمن بن علي، يكنى أبا الحكم ويعرف بابن المرحل، درس الفقه والأدب، وامتهن صناعة التوثيق حيناً، وولي القضاء بغرناطة وغيرها، وكان شاعراً رقيقاً مطبوعاً، وله شعر كثير أورد لنا منه ابن الخطيب في الإحاطة عدة قصائد. ولد سنة ٦٠٤ هـ وتوفي عن سن عالية في سنة ٦٩٩ هـ (٣).

ومن شعراء الخلافة الموحدية الأثيرين، شاعران، اختصا عصراً بمدائح


(١) راجع نفح الطيب ج ٤ ص ٣٠٤.
(٢) ترجمته في الذيل والتكملة، الجزء الأول من مخطوط الرباط المصور لوحة ١١٠ و ١١١.
(٣) ترجمته ومقتطفات من شعره في الإحاطة (مخطوط الإسكوريال لوحات ١٨٩ - ١٩٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>