راوية ومؤرخ أندلسي، ولد في أواخر العصر الموحدي بالأندلس، هو أبو جعفر ابن الزبير المتوفى في سنة ٧٠٨ هـ، فوضع لنا معجماً جديداً من التراجم الأندلسية والمغربية، سماه " صلة الصلة "، وبه يضيف إلى سلسلة المعاجم السابقة، مرحلة أخرى من تراجم العصر الموحدي.
وسوف نحاول التعريف بأولئك الرواة المؤرخين، أصحاب المعاجم المذكورة خلال حديثنا عن المؤرخين الذين ظهروا خلال العصر الموحدي.
كان من هؤلاء مؤرخان لا ينتميان فقط إلى العصر الموحدي، ولكن يعتبر كلاهما من أولياء الدولة الموحدية ومؤرخيها الأوائل، هما ابن صاحب الصلاة، وعبد الواحد المراكشي.
فأما ابن صاحب الصلاة، فهو عبد الملك بن محمد بن أحمد بن محمد بن ابراهيم الباجى، ويكنى أبا مروان وأبا محمد، ويعرف بابن صاحب الصلاة وصاحب التاريخ. وقد سبق أن أتينا على ترجمته، ووصف أثره التاريخى الهام عن الدولة الموحدية وهو كتاب " المن بالإمامة "، كما أشرنا إلى ما يوجد من خلاف حول تاريخ وفاته، وإلى ما يبدو بالرجوع إلى بعض شذور تاريخية من كتابه من أنه قد عاش حتى أواخر القرن السادس الهجرى، وتوفي فيما يرجح حوالى سنة ٦٠٥ هـ (١).
وأما المراكشي فهو أبو محمد عبد الواحد بن علي التميمى المراكشي، ولد بمدينة مراكش، حسبما يحدثنا في سنة ٥٨١ هـ، وغادرها في صباه إلى فاس، وهناك درس القرآن والنحو، ثم عبر إلى الأندلس في سنة ٦٠٣ هـ، وتجول بها حيناً، وعاد إلى مراكش، وبقى بها حتى سنة ٦١١ هـ، ثم عبر إلى الأندلس مرة أخرى وهناك اتصل ببعض الولاة الموحدين، وغادرها في أواخر سنة ٦١٣ هـ إلى المشرق، وقضى بمصر حيناً. وكتب كتابه " المعجب في تلخيص أخبار المغرب "، وفيه يتحدث عن تاريخ الأندلس بإيجاز، ثم تاريخ المغرب خلال عصر المرابطين والموحدين، في شىء من التفصيل، ويبدى عناية خاصة بسرد أخبار الموحدين ويبدى في سردها إعجاباً وعطفاً، لما كان يربطه قبل مغادرته الأندلس والمغرب، من أواصر المودة ببعض الولاة والأمراء الموحدين. وبالرغم مما يبدو في تاريخه من ثغرات كثيرة، فإنه يعتبر من المصادر القيمة لتاريخ الدولة الموحدية، لما يحتويه من إشارات ونبذ قيمة عن تاريخ الخلافة الموحدية، منذ عهد عبد المؤمن