للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به دين الحق ووضح، والرضا عن الإمام المعصوم، المهدي المعلوم، معيد دين الله، بعد ما عفى رسمه ومضى، والدعاء لسيدنا أمير المؤمنين خليفته الذي طهر بعدله البلاد وفتح، ولسيدنا أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين الذي أثمر سعيه وأنجح، وكمل فيمن جلا فيه الأمور الدينية وأصلح، فكتبناه إليكم أدام الله كرامتكم بتقواه، من قرطبة حرسها الله، ولا جديد إلا ما عود الله بركة هذا الأمر العزيز من فتح، لا تزال تفتح أبوابه وتتصل أعتابه، وترفع قبابه، وتتعرف مع كل حين انهلال ما فيه وإسكانه. والحمد لله على ذلك حمداً كثيراً، يصفو به سربال إحسانه وجلبابه. وإن من النعم التي ببركة هذا الأمر العزيز حديدها، واقتضى بسعادته مزيدها، واتبع بطريقها تأييدها، وانجر فيها لأولياء الأمر العزيز الموعود، ووافقهم فيها الجد المصحب المسعد. وإن الشيخ أبا اسحق ابراهيم بن همشك وفقه الله، كشف له عن وجه هداه، وجلى عن موارد رواه، وتبين له أن هذا الأمر العزيز هو المركب المنجى، السابق له السعادة الباقية المزجى، الذي لا يؤخر عثار من صدف عنه ولا يرجى، فبادر إلى الدخول فيه بدار من خلصت سرائره، وطويت على موعبة ضمايره، ورأى أن ذلك يمحى به خطاياه ويغفر جرايره. وأذاع الدعوة المهدية في جميع بلاده، وأعلن بها، وأبدى الاعتلاق بعصمتها، والتمسك بسننها، ولقى الموحدين أيدهم الله بتقواه، ملاقاة اللايذ بظلهم، المتمسك بحبلهم، المستنيم، المستسلم، المنطوى على الولاء الأخلص، والود الأسلم، والحمد لله على ذلك حمداً تتوالى به فتوحه، ويتصل به مبذول إحسانه وممنوحه، وخاطبناكم بذلك أدام الله كرامتكم لتجروا شكر الله تعالى على ما أسبغ من نعمه وأولى، وتسلكوا معه سبيلا يكون أحرى بازديادها، ما من عفا وولي، والله تعالى يوالى لديكم آلاه، ويسبغ عليكم ظاهره وباطنه نعماه، والسلام الأتم عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

كتب في شهر رمضان المعظم عام أربعة وستين وخمس ماية.

٥

رسالة الخليفة أبي يعقوب يوسف

إلى الطلبة والموحدين بجزيرة الأندلس، ينبههم فيها باهتمامه بأمر الأندلس، والعمل على نصرتها، ومجاهدة أعدائها، ويطمئنهم على تنفيذ هذا العزم، بما بعثه

<<  <  ج: ص:  >  >>