للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من عسكر موحدى تحت إمرة الشيخ أبي حفص، تمهيدا لجواز الموحدين إليها، من إنشاء أبي الحسن بن عياش، ومؤرخة في ربيع الآخر سنة ٥٦٤ هـ.

(منقولة عن كتاب " المن بالإمامة " مخطوط أكسفورد لوحات ١٢٠ - ١٢٢).

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على محمد وآله وسلم

والحمد لله وحده. من أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين أيده الله بنصره، وأمده بمعونته. إلى الطلبة والموحدين الذين بجزيرة الأندلس أدام الله توفيقهم وكرامتهم. سلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أما بعد فانا نحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، ونشكره على آلايه ونعمه، ونصلى على محمد نبيه المصطفى ورسوله، ونسأله الرضا عن الإمام المعصوم، المهدي المعلوم، القايم بأمر الله تعالى، والداعى إلى سبيله، ونوالى الدعاء لصاحبه وخليفته الإمام أمير المؤمنين، ممشى أمره العزيز إلى غاية تتميمه وتكميله. وأنا كتبناه إليكم وصل الله توفيقكم وكرامتكم بتقواه، من حضرة مراكش حرسها الله. والذى نوصيكم به تقوى الله تعالى والعمل بطاعته، والاستعانة به، والتوكل عليه. وهذا الأمر العزيز بما وعده الله من النصر، وضمن له من التأييد، وتكفل له من التمكين، وزاد من تبسطه وامتداد علوايه، واتصال مضماره وخلوصه، إلى كافة الأرجاء، وتغلغله في كل الأنحاء، لإكمال دينه وإتمام نوره، وبث دعوته وتصديق وعده، لا تزال [موارده] الحافظة لصوره، المبقية لأثره، المثبتة لأركانه، الممكنة لقواعده، تشيع من الأسباب القوية واللطائف المنهضة، والمعانى المعينة على سريانه، المزعجة لتشربه وجريانه، مما يؤذن له بإنجازه موعوداته، وتتبع مضموناته، حتى يستوى على مداه الذي لا غاية بعده، ويقف على منتهاه الذي لا مطلع وراءه، يقينا اطمأنت بمقدمات العابه القلوب، وقرت على ظهور براهينه النفوس، وعضدته الآيات البينة، ونطقت به الآثار المفصحة، وناقدت شد أحواله لمن ألقى السمع وهو شهيد ..

وما زلنا وفقكم الله، على أتم العناية بتلكم الجزيرة مهدها الله، والحرص على غوثها، والانتواء لنصرتها، والعمل على قصد ذلك بالمباشرة والمشاهدة إشفاقا على ما استضام منها جيرتها الأعداء، وأبناؤها الأغفاء، مجمعين وردها، وما كادوها به من التلف والتحفيف والتنقيض، وفغر الأفواه، وكسر الثبوب والأرصاد، لغيض ما فض فيها من نور التوحيد، وخفض ما نصب من أعلام هذا الأمر، والمناصبة للمنحاشين إليه، المتعلقين بأسبابه، المستذمين بذمته، ممن صح

<<  <  ج: ص:  >  >>