واحتدمت لها في ذات الله الحمية، واستعانت بتوفيق الله في تأصيل أصولها الفكرة الموجهة والروية، وإنا لنرجو من المبلغ لآمال القلوب، المتفضل بإدراك كل مطلوب، أن يهب فيها من العون ما يتمم مبدأها، ويكمل منشأها، وتشفى به صدور أوليائه، بالنعمة في أعدايه، وإن فضله تعالى ليسمح ببلوغ هذه الأمنية، والإطلال منها على كل شرف وثنية، فما ذلك على الله بعزيز، وإذا طالعتم وفقكم الله هذه الأنباء، واستعلمتم ما في ضمنها من البشائر، وعنوانات الفتوح، وآثار هذه القصود، وحملتم ذلك على الثقة مما وعد الله هذا الأمر، والتلفت إلى ما عودة رأيتموها نعمى تحولتكم، ورحمى انتحتكم وأتتكم، وشرحتم لها صدوركم، وعمرتهم بها أحناكم، وشغلتم بها مشاهدكم، وسررتم بها غايتكم وشاهدكم، وأذعتموها إذاعة تثلج بها صدور الأولياء، وتحرج منها صدور الأعداء، ويكون للمؤمنين منها مطلع أمل، وللكافر مطلع هول ووجل، عرفكم الله شكر النعمة بها، وأعانكم على أداء واجبها، وبلغكم الغاية الجميلة منها بمنه ويمنه. وإذا وصلكم هذا الكتاب، فأشيعوه قراءة على من حضركم من أصناف الناس، وإرسالا بنسخه إلى من نأى عنكم، حتى يجد أثر الاستبشار به، ويترقب بمودعه الغايب والشاهد والحاضر والناءى إن شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتب في الحادي والعشرين من ربيع الآخر سنة أربع وستين وخمس ماية.
٦
ظهير الخليفة الرشيد بإسكان المهاجرين من أهل بلنسية
وجزيرة شقر وشاطبة وغيرهم من بلاد الشرق في مدينة رباط الفتح من إنشاء كاتبه أبي المطرِّف بن عميرة المخزومي.
(منقولة من كتاب " زواهر الفكر " مخطوط الإسكوريال رقم ٥٢٠ الغزيرى لوحة ١١٥ و ١١٦)
هذا ظهير كريم أمر به أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين بن أمير المؤمنين، أيدهم الله تعالى بنصره، وأمدهم بمعونته ويسره، للمنتقلين من أهل بلنسية وجزيرة شقر وشاطبة، ومن جرى من ساير بلاد الشرق مجراهم، وعراه من عبر الأيام ما عراهم، حين أنهى ذو الوزارتين الشيخ الأجل الأكرم، الأعز، الأفضل، أبو علي ابن الشيخ الأجل الأكرم، أبي جعفر بن خلاص، أدام الله تعالى أثرته وكرامته، ما أصابهم من البلاء، ْودهاهم من أمر الأعداء، وسعى لهم سعى من يقضى فيهم .. ، ويلتمس لهم