النصارى بالمغرب من ذوى العقل الراجح، والأخلاق الحميدة، والنزاهة
الوافرة. مؤرخة في الثامن عشر من ربيع الأول سنة ٦٤٨ هـ.
(وتحفظ الرسالة المذكورة بمحفوظات مكتبة الفاتيكان الرسولية برومة برقم A. A. I. XVIII (١٨٠٢)
وهي الوثيقة الوحيدة من نوعها وعصرها، التي تحتفظ بها مكتبة الفاتيكان).
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما والحمد لله وحده من عبد الله عمر أمير المؤمنين بن سيدنا الأمير أبي ابراهيم بن أمير المؤمنين ابن أمير المؤمنين أيدهم الله تعالى بنصره، وأمدهم بمعونته. إلى مطاع ملوك النصرانية ومعظم عظماء الأمة الرومية، وقيم الملة المسيحية ووارث رياستها الدينية، البابه إينه سانس أش، أنار الله تعالى بصيرته بتوفيقه وإرشاده، وجعل التقوى التي أمر عز وجل بها عدته لمحياه ومعاده، وأناله من سابق الهداية ما يفضى لمدى الغاية، بأتم انفساحه وامتداده، تحية كريمة نراجع بها ما تقدم من تحياتكم الواردة علينا، ويترجم لكم أرجها عما تعتمدكم به البار لدينا.
أما بعد فإنا نحمد الله الذي لا إله إلا هو، حمد من علم أنه الرب الواحد، الذي دلت على وحدانيته البراهين القاطعة والشواهد، ونزهته العقول الراجحة عن أن يكون له ولد أو يدعى أنه الوالد، تعالى الملك الرحمن عما يقول المثلث والمشبه والجاحد، ونصلى على سيدنا محمد رسوله المصطفى الكريم، الذي وضحت به للنجاة المذاهب والمقاصد، وخرقت له بظهور المعجزات الباهرة على يديه العوايد، ونصر بالرعب فألقى له يد الاستسلام كل من كان ينادى ويعاند، وعلى آله وصحبه الكرام، الذين ازدانت بهم المحاضر والمشاهد، ووصلت صوارمهم في مواقف الحروب السواعد، وأنجزت لهم في استيلاء الإسلام على مشارق الأرض ومغاربها المواعد. ونسئل الله عز وجل رضاه عن الإمام المعصوم المهدي المعلوم، الذي جذبه لدين الله تعالى الشباب المعاود، وأهلت بهدايته بعد إقفارها المعاهد، وباء بالخسران المخاتل لأمره والمكايد، وعن الخلفاء الراشدين المهتدين، الذين تولى منهم إتمام بدايته الإمام الراشد فالراشد، وعلت بهم لأمر الله تعالى المراقى والمصاعد، وعن سيدنا الأمير الطاهر أبي إبراهيم بن سيدنا الخليفة أمير المؤمنين بن سيدنا الخليفة أمير المؤمنين الذي طابت منه العناصر والمحاتد، واشتق من نبعة للخلافة مذ أورق نضارة وغضارة قنتها المآئد، وزهد