استطاع بيدرو الرابع أن ينتزع الجزائر الشرقية (البليار) من ابن عمه خايمى الثالث، بعد أن هزم وقتل فى موقعة دموية، وأعيدت الجزائر الشرقية إلى مملكة أراجون مرة أخرى، وكان خايمى الفاتح قد تركها بمقتضى وصيته لخايمى أحد أولاده، وقامت بها مملكة مستقلة مدى حين. ونشبت الخصومة بعد ذلك بين بيدرو ملك أراجون، وبيدرو القاسى ملك قشتالة، وانحاز ملك أراجون إلى الكونت هنرى دى تراستمارا المطالب بعرش قشتالة، واستمر يعاونه بالمال والجند، حتى انتهى أخيراً بالتغلب على أخيه بيدرو القاسى، والجلوس على عرش قشتالة سنة ١٣٦٩ م حسبما فصلنا من قبل. وظفر بيدرو كذلك باسترداد صقلية فى سنة ١٣٧٧ م، ولكنه منح حكمها لابنه مرتين، وزوج بيدرو ابنته إلينور لخوان الأول ملك قشتالة، فكان ذلك فيما بعد سبباً فى انتقال عرش أراجون إلى بيت قشتالة الملكى حينما انقرض عقبه من الذكور.
وتوفى بيدرو سنة ١٣٨٧ م، وأراجون أوفر ما تكون قوة، واستقراراً فخلفه ولده خوان (يوحنا) الأول. وكان أميراً ضعيف الخلال والعزم، يعشق الأدب والشعر وتضجره مهام الملك، ولم يطل أمد حكمه سوى بضعة أعوام، إذ توفى فى حادث سقوطه عن جواده سنة ١٣٩٥ م.
فخلفه أخوه الأصغر مرتين الأول. وكان حكمه عهد هدوء واستقرار.
ومنح عرش صقلية لولده مرتين. وفى عهده سادت علائق المودة والصداقة بين أراجون وغرناطة، وعقدت بين المملكتين معاهدة صداقة وتحالف (سنة ١٤٠٥ م).
ولما توفى مرتين فى سنة ١٤١٠ م دون عقب، ثارت حول وراثة عرش أراجون مشكلة دقيقة، وتولى مجلس الكورتيس (البرلمان) حكم البلاد، واستمر مدى عامين فى مباحثات ومناقشات مستمرة حول مسألة العرش، وفى النهاية أصدر قراره باختيار الأمير فرناندو القشتالى ولد خوان الأول ملك قشتالة، والمعروف بفرناندو صاحب أنتقيرة، للجلوس على عرش أراجون، وذلك باعتباره ولد الملكة إلينور ابنة بيدرو الرابع ملك أراجون وأخت الملك مرتين، فلبى فرناندو الدعوة وتخلى عن وصايته لابن أخيه خوان الثانى ملك قشتالة، وجلس على عرش أراجون سنة ١٤١٢ م، وبدأ بذلك ثبت جديد من ملوك أراجون.
ولم يطل أمد حكم الملك فرناندو سوى أربعة أعوام، وكان أميراً قوى الخلال ذا مقدرة وفطنة فى تصريف الشئون، ولكنه كان يضطرم بروح السلطان