ولا ركوباً بإزعاج لسابحة ... فى زاخر بأكنف الموج ملتطم
والمرء ما لم يعنه الله أضيع من ... طفل تشكى بفقد الأم فى اليتم
وكل ما كان غير الله يحرسه ... فإن محروسه لحم على وضم
...
ولا تعاتب على أشياء قد قدرت ... وخط مسطورها فى اللوح بالقلم
وعدِّ عما مضى إذ لا ارتجاع له ... وعُد أحرارنا فى جُملة الخدم
إيه حنانيك يابن الأكرمين على ... ضيف ألم بفاس غير محتشم
فأنت أنت ولولا أنت ما نهضت ... بنا إليها خطا الوخادة الرسم
رحماك يا راحماً ينمى إلى رُحما ... فى النفس والأهل والأتباع والحشم
فكم مواقف صدق فى الجهاد لنا ... والخيل عالكة الأشداق للجم
والسيف يخضب بالمحمرّ من علق ... ما ابيضّ من سبل واسود من لمم
ولا ترى صدر عضب غير منقصف ... ولا ترى متن لدن غير منحطم
حتى دهينا بدهيا لا اقتدار بها ... سوى على الصون للأطفال والحرم
...
تالله ما أضمرت غشا ضمائرنا ... ولا طوت صحة منها على سقم
لكن طلبنا من الأمر الذى طلبت ... ولاتنا قبلنا فى الأعصر الدهم
فخاننا عنده الجدُّ الخئون ومن ... تقعد به نكبات الدهر لم يقم
فاسود ما اخضر من عيش دهته عِداً ... بالأسمر اللدن أو الأبيض الخذِم
وشتت البين شملا كان منتظماً ... والبين أقطع للموصول من جلَم
قرب مبنى شديد قد أناخ به ... ركب البلا فقرته أدمع الدِّيم
قمنا لديه أصَيلانا نسائله ... أعيا جوابا وما بالربع من أرم
وما ظننا بأن نبقى إلى زمن ... نرى به غرر الأحباب كالحُمم
لكن رضاً بالقضا الجارى وإن طويت ... منا الضلوع على برج من الألم
لبيك يا من دعانا نحو حضرته ... دعاء ابراهِمَ الحجاج للحرم
وأعط الأمن الذى رصت قواعده ... على أساس وفاء غير منهدم
خليفة الله وافاك العبيد فكن ... فى كل فضل وطَوْل عند ظنهم
وبين أسلافنا ما قد علمت به ... من اعتقاد بحكم الإرث مقتسم
وأنت منهم كأصل مطلع غصنا ... أو كالشراك الذى قد قدّ من أدم