(٢) يلاحظ أن الرواية الإسلامية لا تحدثنا عن هذه المأساة بشىء. ولكن الرواية والأغانى الإسبانية تكثر الحديث عنها. ويشير الوزير محمد بن عبد الوهاب الغسانى سفير ملك المغرب إلى ملك اسبانيا فى أواخر القرن السابع عشر إلى تلك الأسطورة فى رحلته نقلا عن التواريخ الإسبانية (راجع رحلة الوزير فى افتكاك الأسير ص ٢٤). وقد كانت حوادث هذه المأساة المزعومة وما اقترن بها من الأساطير مستقى خصباً لكتاب القصص. وقد وضع الكاتب الفرنسى شاتوبريان عن بنى سراج قصة عنوانها مغامرات ْآخر بنى سراج ( Aventure du dernier Abencérrages) يحدثنا فيها عن فتى أندلسى هو آخر سليل لبنى سراج، وكانت الأسرة قد نزحت إلى تونس عقب سقوط غرناطة، وعاشت هناك فى فقر وضعة، فاعتزم الفتى أن يحج إلى غرناطه موطن آبائه القديم، وهنالك هام حباً بفتاة اسبانية رائعة الحسن، وهامت بحبه، ولكن اختلاف الدين حال دون زواجهما، فارتد الفتى المسلم إلى الصحراء وانقطع أثره، وعاشت حبيبته فى عزلة محتفظة بحبه وذكراه