وكانت سياسة فرناندو الكاثوليكى مثال الغدر المثير فى جميع ما تخذه نحو معاملة المسلمين عقب تسليم غرناطة، وما تلاه من حوادث تنصيرهم قسراً، ثم اضطهادهم، ومطاردتهم بأقسى الوسائل، وأشدها إيلاماً لمشاعرهم وأرواحهم.
فلما توفى فرناندو، وخلفه حفيده شارل أو كارلوس الخامس (الإمبراطور شارلكان) بعد فترة قصيرة من وصاية الكردينال خمنيس على العرش، تنفس الموريسكيون الصعداء، وهبت عليهم ريح جديدة من الأمل، ورجوا أن يكون العهد الجديد خيراً من سابقه. وأبدى الملك الجديد فى الواقع شيئاً من اللين والتسامح،
نحو المسلمين والموريسكيين، وجنحت محاكم التحقيق إلى نوع من الاعتدال فى مطاردتهم، وكفت عن التعرض لهم فى أراجون بسعى النبلاء والسادة، الذين يعمل المسلمون فى ضياعهم. ولكن هذه السياسة المعتدلة لم تدم سوى بضعة أعوام، وعادت العناصر الرجعية فى البلاط وفى الكنيسة، فغلبت كلمتها، وصدر مرسوم جديد فى ١٢ مارس سنة ١٥٢٤ م يحتم تنصير كل مسلم بقى على دينه، وإخراج كل من أبى النصرانية من اسبانيا، وأن يعاقب كل مسلم أبى التنصير أو الخروج فى المهلة الممنوحة بالرق مدى الحياة، وأن تحوّل جميع المساجد الباقية إلى كنائس.
عندئذ استغاث المسلمون بالإمبراطور، والتمسوا عدله وحمايته، على يد وفد