للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمنافع للمجاهدين فى سبيل الله بالمدافع"، ووصف نفسه فى صفحة العنوان بأنه "ترجمان سلاطين مراكش". وقد انتهى هذا الكتاب الفريد إلينا، وهو يحتوى على خمسين بابا فى وصف البارود، والآلات الحربية القاذفة، وتركيب المدافع واختلافها، ووصف أدواتها، وطرق تعميرها، والرمى بها إلى غير ذلك. ويتخلل ذلك رسوم توضيحية لمختلف أجزاء المدفع (١).

ويشير الشهاب فى كتابه المذكور إلى المقرى مؤرخ الأندلس، وإلى كتابه الجامع "نفح الطيب" فى قوله: "وقد صح من كتب التواريخ التى جمعها العلامة للشيخ أحمد المقرى فى كتابه بمصر فى الكتاب الجامع للتواريخ على بلاد الأندلس أعادها الله إلى الإسلام"، وقد عاش الرجلان فى نفس العصر. والظاهر أن الشهاب الحجرى قد لقى المقرى بمصر خلال مروره بها فى طريقه إلى الحج، أو خلال العود منه، وذلك فى نحو سنة ١٠٤٠ هـ (١٦٣١ م) قبيل وفاة المقرى بقليل.

وقد كتب الشهاب الحجرى فوق ذلك كتابا آخر عنوانه "رحلة الشهاب إلى لقاء الأحباب". والأحباب هنا فيما يبدو هم إخوانه المسلمون فيما وراء البحر فى عدوة المغرب، ولكن هذه " الرحلة " لم تصلنا مع الأسف، ولم يصل إلينا منها سوى شذور يسيرة جداً، نقلها بعض الكتاب المغاربة المتأخرين، وأكبر الظن أن رحلة الشهاب المفقودة كانت تحتوى على معلومات هامة ونفيسة عن أحوال مواطنيه العرب المتنصرين، ولعل البحث يظفر بها يوما ما.

ومما يلفت النظر من أقوال الشهاب عن أحوال اسبانيا يومئذ، ما نقله إلينا صاحب كتاب "نزهة الحادى" من الرحلة المذكورة، قول الشهاب "إن جزيرة الأندلس، استردادها من أيدى الكفار سهل، واسترجاعها منهم قريب. ولما دخلت فى أيام المنصور مراكش، وجدت عنده من الخيل نحوا من ستة وعشرين ألفاً، فلو تحركت هذه لفتحها لفتحتها، ولاستولى عليها فى الحين" (٢).


(١) توجد منه نسخة مخطوطة بخزانة الرباط تحفظ برقم ج ٨٧، وتقع فى ٢٦١ صفحة كبيرة، ومذكور فى صفحة العنوان أنه من تأليف الرئيس ابراهيم بن أحمد بن غانم بن محمد بن زكريا، كتبه بالأعجمية، وترجمه له بالعربية ترجمان سلاطين مراكش، أحمد بن قاسم بن أحمد الحجرى الأندلسى". وتوجد منه كذلك نسخة بالخزانة التيمورية بدار الكتب المصرية رقم ٩٧ فروسية. ونسخة أخرى بدار الكتب رقم ٧١ فنون حربية.
(٢) كتاب نزهة الحادى ص ٩٩

<<  <  ج: ص:  >  >>