للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتشمل الحفريات الأثرية التي يقوم بها العلماء الإسبان منذ سنة ١٩١٠ منطقة واسعة، تمتد ١٥١٨ متراً من الشرق إلى الغرب و٧٤٥ متراً من الشمال إلى الجنوب. ومع أن هذه المنطقة لم تكشف كلها فإن ماكشف حتى الآن من الأطلال الضخمة، ومن نقوشها وزخارفها التي مازال بعضها قائماً في بعض الجدران، والتي تتمثل بالأخص في مئات القطع الرخامية الزخرفية التي وجدت، يكفي لتكوين فكرة عامة، عن هندسة المدينة الملوكية ومنعتها وفخامة صروحها الذاهبة.

وتنقسم أطلال الزهراء بصفة عامة إلى مجموعات ثلاث، مدرجة من أعلى إلى أسفل. وتشمل المجموعة الأولى مواقع القصر الخليفي والمقام الخاص. وتشمل الثانية فيما يبدو مساكن الحاشية والحرس. وتشمل المجموعة الثالثة، وهي الواقعة أسفل الربوة، في بسيط معتدل من الأرض، أربعة أفنية كبيرة عالية، هي التي يجرى اليوم ضمها وإعادة تشكيلها، فيما يظن أنه البهو العظيم الذي كان مخصصاً لاستقبال الملوك وأكابر السفراء.

وقد تم الكشف عن هذا البهو الذي يعتبر أعظم ما كشف حتى اليوم من آثار الزهراء في سنة ١٩٤٤ م، ووجدت سائر حطامه وزخارفه مدفونة تحت الأنقاض.

ويعكف الأثريون الإسبان منذ أعوام على إقامة الصرح وتنسيقه، مما وجد من أنقاضه وأعمدته وزخارفه. وقد أقيم حتى اليوم في وسطه ما اصطلح على تسميته " بهو السفراء " أو باسمه التاريخي " المجلس المؤنس "، وهو عبارة عن أربعة أفنية متلاصقة تبلغ واجهتها نحو أربعين متراً، وقد قسمت من الداخل إلى ثلاث أروقة مستطيلة، يتوسطها رواق رابع ذو عقود من الجانبين. ويقوم كل فناء منها على خمسة عقود، وقد ركب على هذه العقود ما وجد بين الأطلال من رؤوس وقواعد رخامية مزخرفة، وفي وسط الرواق الثالث عقد جميل عال يفضي إلى بهو داخلي، زين جانباه بالزخارف الرخامية. ويبلغ طول كل رواق من الأروقة المذكورة نحو عشرين متراً، وعرضه نحو ثمانية أمتار. وقد صنعت العقود كلها على نمط واحد، وزينت من أعلاها بما أمكن جمعه من قطع الزخارف الرخامية التي وجدت. وقد شيدت هذه الأروقة على ارتفاع يبلغ نحو عشرة أمتار.

وقد كشفت الحفريات الأخيرة عن مجموعة جديدة من الأطلال تقع أعلى هذه الأبهاء من اليسار، وهي عبارة عن مجموعة من الغرف السكنية وبهو مستطيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>