للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فرنان كونثالث أمير قشتالة في سنة ٩٧٠ م، وخلفه ولده غرسيه فرناندز. وتولى عرش نافار سانشو غرسية الثاني، بعد وفاة أبيه غرسية سانشيز.

وكان أول الوافدين على قرطبة من أمراء النصارى أمير جليقية، وأمير أشتوريش، (الأسترياس). ثم وفدت رسل سانشو غرسية ملك نافار، وهم جماعة من القوامس والأساقفة يسألون الصلح، فأجابهم الحكم إلى ما طلبوا.

ووفدت في شعبان سنة ٣٦٠ هـ (يونيه ٩٧١ م) سفارة من أمير برشلونة الكونت بوريل ابن شونير Saunier على رأسها مبعوثه القومس بون فلي لتجديد المودة والصداقة، ومعهم ثلاثون أسيراً من المسلمين الذين كانوا محجوزين بالإمارة، تقرباً من الخليفة. فاستقبلهم الحكم بالمجلس الشرقي من قصر الزهراء مرتين، الأولى في الرابع من رمضان سنة ٣٦٠ هـ، والثانية في الثاني من شوال، واستمع إلى رسالتهم بالقبول والرضى، وصرفهم بجزيل الصلات وفاخر الكسي (١). وفي السادس من ذي الحجة سنة ٣٦٠ هـ (أكتوبر ٩٧١ م) وفدت الراهبة إلبيرة عمة ملك ليون راميرو الثالث والوصية عليه - ويسميها ابن حيان حلويرة وأحياناً حلورية (٢) -، فقوبلت في قرطبة بمظاهر الترحاب والتكريم، واحتفل الحكم باستقبالها بقصر الزهراء في يوم مشهود، وعقد السلم لملك ليون تحقيقاً لرغبتها، وأغدق عليها الهدايا والصلات " وحملت على بغلة فارهة بسرج ولجام مثلقين بالذهب وملحفة ديباج " (٣). ومما هو جدير بالذكر أنه قام بالترجمة يومئذ بين الخليفة الحكم، وبين سفراء أولئك الأمراء والملوك النصارى، قاضي النصارى وأسقفهم بقرطبة، عيسى بن منصور، وقومس أهل الذمة، معاوية بن لب، ومطران إشبيلية عبيد الله بن قاسم. وكانت لغة النصارى


(١) ابن حيان في المقتبس - قطعة أكاديمية التاريخ السالفة الذكر ص ٢١ و٣٢.
(٢) راجع ابن حيان في المقتبس - القطعة السالفة الذكر ص ٦٣ و١٤٦ و٢٣٥ و٢٤١.
ويلاحظ أن ابن حيان لم يتحدث عن قدومها بنفسها إلى قرطبة وإنما يتحدث عن قدوم رسل من قبلها. بيد أننا أخذنا هنا برواية ابن خلدون بالرغم من كونها تنصرف إلى اسم سيده نصرانية أخرى. والرواية الإسبانية تؤيد هذا التفضيل.
(٣) ابن خلدون ج ٤ ص ١٤٦. وراجع المقتبس لابن حيان (قطعة أكاديمية التاريخ السالفة الذكر) ص ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>