للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإسبان يومئذ هي اللغة الرومانية (الرومانشي) Romance أو" اللاتينية "، وهي التي تطورت فيما بعد إلى اللغة القشتالية (١).

ووفدت سفارات أخرى من غرسية فرناندز أمير قشتالة، وفرنان لينيز كونت شلمنقة وغيرهما. وفي سنة ٩٧٣ م (٣٦٢ هـ) وفدت سفارة جديدة من سانشو غرسية ملك نافار، ومن الراهبة إلبيرة الوصية على ملك ليون. وكان جل هذه الزيارات والسفارات من أمراء اسبانيا النصرانية، يقصد إلى عقد السلم والمودة مع خليفة الأندلس، وأحياناً إلى تقديم الطاعة وطلب العون.

هذا وقد وردت إلى الخليفة رسالة ودية من يوحنا زيمسكي (الدمستق) قيصر قسطنطينية على يد رسوله قسطنطين الملقي، وذلك في جمادى الأولى سنة ٣٦١ هـ (٩٧٢ م) (٢)، ورسالة أخرى في أواخر سنة ٣٦٣ هـ (٩٧٤ م) من إمبراطور ألمانيا أوتو الثاني الذي خلف أباه أوتو الأول، وفيها يجدد علائق المودة التي كانت بين أبيه وبين الناصر. ووردت في نفس العام سفارة جديدة من الكونت بوريل أمير برشلونة يطلب تجديد المودة والصداقة.

ويعلق العلامة المؤرخ الأستاذ بيدال على ذلك بقوله: " وصلت الخلافة الأندلسية في ذلك العصر إلى أوج روعتها، وبسطت سيادتها السلمية على سائر اسبانيا، وكفلت بذلك السكينة العامة ".

وفي هذا العام، سنة ٣٦١ هـ، في الخامس والعشرين من جمادى الأولى، أمر الخليفة الحكم صاحب مدينة الزهراء، محمد بن أفلح، بمطاردة الشعراء الهجائيين والقبض عليهم، صوناً لأعراض الناس من لاذع ألسنتهم ومقذع هجائهم وكان منهم عيسى بن قرلمان الملقب بالزبراكة، ومؤنس الكاتب، وأحمد بن الأسعد، ويوسف بن هارون البطليوسي وغيرهم. فظفر صاحب المدينة بمعظمهم وأودعهم السجن، واختفى البطليوسي حيناً، ولكنه لما شعر بوطأة المطاردة،


(١) R.M.Pidal: Origenes del Espanol p. ٤٢١
(٢) راجع المقتبس قطعة أكاديمية التاريخ ص ٧١ و٧٢. وكان يوحنا زيمسكي. وهو كبير الجيش البيزنطي قد ائتمر بعمه القيصر نيقفور الثاني مع زوجه الحسناء ثيوفانو وانتهى بقتله وذلك في العاشر من ديسمبر سنة ٩٦٩ م، واعتلى العرش في الحال مكانه، وحكم حتى وفاته في العاشر من يناير سنة ٩٧٩ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>