للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنظر من ثمامة [١] ، ومن موسى بن حمزة [٢] . وولد لأنس عشرون ومائة من صلبه. وقد كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعا له بكثرة الولد والسعة في الرّزق [٣] . ويستدلّ على مصداق ذلك بكثرة قطائعه. قالوا: ولم يكن يعتريهم عطاش [٤] مذ صار فيهم قدح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وزعم أصحاب المسند أنّه ليس في جميع المسند أكثر منها فوائد [٥] من مسنداته.

وإمامة مسجد الجامع بالبصرة مقصورة [٦] على الأنصار، لما فيهم من الصلاح والحال الجميلة. وليس لأحد من أهل البصرة من الموالي مثل ما لهم. فمن مواليهم: الحسن، وابن سيرين [٧] . ولم يتلطّخوا بشيء من


[١] سبقت ترجمته قريبا في ص ١٢٥؟ وذكره الجاحظ في البيان ١: ٢٥٨ وروى له حديثا. وفي الأصل هنا: «أبي ثمامة» ، تحريف.
[٢] هو موسى بن حمزة بن أنس بن مالك، روى عن عمه ثمامة، وعنه: محمد بن إسحاق. وانظر تحقيق اسمه في تهذيب التهذيب ١٠: ٣٧٩ بعد أن ذكره في ١٠: ٣٤١.
وما ذكره الجاحظ هنا يعزز التحقيق الذي أورده ابن حجر هناك.
[٣] انظر الحديث في البخاري (في الدعوات) ، ومسلم (في الفضائل) ، والترمذي (في المناقب) . وانظر كذلك الإصابة ٢٧٥ في ترجمة أنس بن مالك.
[٤] العطاش: شدة العطش، وفي الأصل: «عطاس» ، والوجه، ما أثبت.
[٥] في الأصل: «أكثر منها فوائد» ، والوجه ما أثبت.
[٦] في الأصل: «مقصورة» .
[٧] هو أبو بكر محمد بن سيرين الأنصاري، مولي أنس بن مالك، وكان كاتبا له بفارس. روى عن أنس، وزيد بن ثابت، وابن عمر، وابن عباس، وغيرهم. وعنه: الشعبي، وقتادة، ومالك بن دينار وغيرهم.
وكان من أورع أهل البصرة حافظا متقنا يعبر الرؤيا. توفي سنة ١١٠ وله سبع وسبعون سنة. تهذيب التهذيب، وصفة الصفوة ٣: ١٦٤- ١٧١، وأبوه سيرين من سبي عين التمر في سنة ١٢ سباه خالد في أربعين غلاما كانوا يتعلمون الإنجيل. الطبرى ٢: ٣٧٧.

<<  <   >  >>