للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنس [١] أسلع بن أسلع بن أسلع [٢] . ولذلك قال خليفة الأقطع، أبو خلف ابن خليفة الشاعر [٣] :

وكنّا قبل مستقضى بلال ... من الشّيخ المولّع في عناء [٤]

تقيّل شيخه وأبا أبيه ... كما قدّ الحذاء على الحذاء [٥]

ويقال إن ولد أنس بن مالك لا ينفكّون في كلّ زمان أن يكون فيهم رؤساء إمّا في الفقه، وإمّا في الزّهد، وإمّا في الخطابة. ولم يكن بالبصرة


[١] هو ثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك الأنصارى البصري، روى عن جده أنس، والبراء بن عازب، وأبي هريرة ولم يدركه. وعنه: حميد الطويل، وعبد الله بن عون، وحماد بن سلمة وجماعة. ولي قضاء البصرة سنة ١٠٦ وعزله خالد عنه سنة ١١٠. تهذيب التهذيب.
[٢] الأسلع: الأبرص. وسيأتي قول جرير:
هل تذكرون على ثنية أقرن ... أنس الفوارس يوم يهوى الأسلع
[٣] خلف بن خليفة، مولى قيس بن ثعلبة، من شعراء الحماسة، وكان من معاصري جرير والفرزدق. وكان يقال له «الأقطع» لأنه قطعت يده في سرقة، فاستعاض عنها بأصابع من جلود. وكان شاعرا مطبوعا ظريفا. الشعراء ٧١٤- ٧١٥ وشرح التبريزي للحماسة ٤:
٢٧٩ وانظر البيان ١: ٥٠ وأورد الجاحظ لأبيه خليفة شعرا في البيان ٣: ٣٥٨.
[٤] بلال، هو ابن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. وكان خالد بن الوليد قد ولّاه قضاء البصرة حينما كان واليا لهشام بن عبد الملك على العراق سنة ١٠٩ فلما ولي يوسف بن عمر سنة ١٢٥ عزله عن القضاء وحبسه، ومات في الحبس. وهو الذي قال فيه المبرد: أول من أظهر الجور من القضاة في الحكم بلال، وكان يقول: إن الرجلين ليختصمان إلىّ فأجد أحدهما أخفّ على قلبي فأقضي له. تهذيب التهذيب. مستقضاه، يعني ولايته للقضاء. والشيخ، يعني به بلالا.
[٥] يقال تقيّله تقيّلا وتقيضه تقيضا: نزع إليه في الشبه. وشيخه، أي والده. وفي أساس البلاغة: «ومن المجاز: ورث عن شيخه الكرم. ومن أشياخه: من آبائه» .

<<  <   >  >>