للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وزعم ابن الكلبي وغيره أنّ خالدا الأصبغ بن جعفر بن كلاب [١] ولد أبيض النّاصية.

وزعم أبو سعيد الرفاعي عن مقاتل [٢] ، أنّ الأبرص الذي دعا له عيسى بن مريم ولد أبرص [٣] .

وزعم بعضهم أنّ أمّ الفرزدق كانت برصاء [٤] . أما عورها وعمى غالب، فهذا ما لا يدفعونه، لأنّ الشاهد عليه من الأشعار كثير. فأما ما ادّعوا عليها من البرص فلسبب قول جرير:

ترى برصا بأسفل أسكتيها ... كعنفقة الفرزدق حين شابا [٥]

وإنّما هذا سفه وتفحّش يلتمس به غيظ المنسوب، وأكثر من يتكلّم


[١] في الأصل: «خالد بن الأصبغ» ، وإنّما هو «خالد الأصبغ» وقد انفرد الجاحظ هنا وابن حزم في الجمهرة ٢٨٤ في ذكرة بهذا اللقب. وانظر أخباره ومقتله في المعارف ٤٠ والاشتقاق ٢٩٥، والأغاني ١٠: ١٦، وذكره ابن حبيب في المحبر ٢٤٩، أنه كان من الجرّارين من مضر وقاد هوازن بعد قتله زهير بن جذيمة يوم النفراوات. ولم يكن الرجل يسمى جرارا حتى يرأس ألفا. وفيه يقول الفرزدق:
فسيف بني عبس وقد ضربوا به ... نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد
[٢] هو أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي الخراساني، صاحب التفسير، أخذ التفسير عن ابن الكلبي. وكان متهما في الرواية. توفي سنة ١٥٠. تهذيب التهذيب.
[٣] كان عليه السلام، لا يداوى إلّا بالدعاء، كما في تفسير أبي السعود وأبي حيان في تفسير قوله تعالى «وأبرىء الأكمه والأبرص» . وعند أبي حيان أيضا: «كان عيسى يبرىء بدعائه والمسح بيده كل علة» . تفسير أبي حيان ٢: ٤٦٦- ٤٦٧.
[٤] أم الفرزدق هي لينه بنت قرظة الضبية، من بني السيّد بن مالك بن بكر بن سعد ابن ضبة. النقائض ١٨٨، والاشتقاق ١٩٢، والأغاني ١٩: ٢.
[٥] ديوان جرير ٦٩ برواية: «بمجمع إسكتيها» . وفي النقائض ١٠٥٣: «بأسفل أسكتيها» . وفي اللسان (أسك) : «يلوح بأسكتيها» . والأسكتان، بكسر الهمزة وفتحها:
شفرا الرحم، وقيل جانباه مما يلي شفريه. والعنفقة، بفتح العين: ما نبت على الشفة السفلى من الشعر.

<<  <   >  >>