للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كتارك يوما مشية من سجيّة ... لأخرى ففاتته فأصبح يحجل [١]

والأسد يتبهنس ويتخلّع [٢] ، وكأنّه إذا مشى يتقلّع من طين علك أو دهاس كثير الرّمل [٣] . وكذلك السنّور على قدره. والأسد والببر والنّمر والفهد والسنور متشابهة [٤] في عمود الصّورة. وفي ذلك مشابه في جهات أخر. قال أبو زبيد في مشية الأسد:

إذا تبهنس يمشي خلته وعثا ... وعت سواعده من بعد تكسيره [٥]

وذلك أنّ العربّ تزعم أن ربّ عظم إذا جبر بعد الكسر يصير أشدّ.


- والحيوان.
[١] فيه الفصل بين المتضايفين بالظرف، كما في قول أبي حية النميري سيبويه ١: ٩١ والإنصاف ٤٣٢:
كما خطّ الكتاب بكفّ يوما ... يهوديّ يقارب أو يزيل
ويصح أن يقرأ أيضا بجر اليوم ونصب مشية، كما في رواية بعض نسخ الحيوان، وهي كما في قول القائل:
يا سارق الليلة أهل الدار
[٢] يتبهنس: يمشي مشية المتبختر. والتخلع: مشية متفككة. وانظر الحيوان ٥:
١٢٤.
[٣] العلك: اللزج. والدهاس، كسحاب: كل ليّن سهل لا يبلغ أن يكون رملا وليس بتراب ولا طين.
[٤] في الأصل: «متشابهة» .
[٥] ديوان أبي زبيد ٨١ والحيوان ٥: ٢١٤، وتهذيب الألفاظ ١٧٣. والوعث:
المكسور، وعثت يده كفرح: انكسرت. وعت تعي: انجبرت بعد الكسر على اعوجاج.
وفي الحيوان والتهذيب: «وعت سواعد منه» . وفي الديوان: «وعى السواعد منه» .

<<  <   >  >>