للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبيض يجعلون الهام فيها ... إذا ابيضّت من الخلل النّصال [١]

ولمّا إن دعوا كعبا وقالوا: ... نزال، وعادة لهم نزال [٢]

أتانا بالعقيق صريخ كعب ... فحنّ النّبع والأسل النّهال [٣]

وقال ربيعة بن مقروم [٤] :


[١] البيت من قصيدة قالها يوم الفلج بأرض اليمامة. وهو يوم لبني عامر على بني حنيفة، بعد مقتل الوليد بن يزيد بن عبد الملك، وكان المهير بن سلمى الحنفي بعث رجلا يقال له المندلف بن إدريس الحنفي إلى الفلج وأمره إن يأخذ صدقات بني كعب العامريين جميعا، فلما بلغهم خبره أرسلوا في أطرافهم يستصرخون عليه، فأتاهم أبو لطيفة بن مسلمة العقيلي في عالم من عقيل فقتلوا المندلف وصلبوه. وانظر الأغاني ٢٠: ١٤١- ١٤٢ وابن سلام ٥٩٤- ٥٩٩. ولم أجد فيما أثر من هذه القصيدة وهى تربو على أكثر من عشرين بيتا ما يصلح أن يتصل بهذا البيت. والبيض هنا: بيض السلاح لأنه على شكل بيض النعام، والبيضة: الخوذة. والهام:
الرءوس، جمع هامة. وخلل الجيش: ما بين صفوفه. وابيضت النصال: لمعت وظهرت.
والنصال، جمع نصل، وهو حديدة السهم أو السيف أو الرمح.
[٢] في البيت إقواء.
[٣] العقيق واد واسع ياليمامة فيه قرى ونخل كثير، وهو لبني عقيل. والصريخ: صوت الاستغاثة. والنبع: جمع نبعة، وهي القوس؛ لأن جيادها تتّخذ من هذا الشجر. والأسل:
الرماح. وأصله شجر يخرج قضبانا دقاقا ليس لها ورق ولا شوك إلّا أنّ أطرافها محدّدة، وليس لها شعب ولا خشب. فسميّت الرماح به تشبيها، لاعتداله وطوله واستوائه ودقة أطرافه.
والنهال: العطاش إلى الدماء. والناهل من الأضداد، يقال للريان وللعطشان. والبيت في ابن سلام ٥٩٥، والأغاني ٢٠: ١٤٢.
[٤] ربيعة بن مقروم الضبي، من شعراء المفضليات، له المفضلية ٣٨، ٣٩، ٤٣، ١١٣ والأصمعية ٨٤. وهو أحد شعراء مضر المعدودين في الجاهلية والإسلام، أسلم فحسن إسلامه، وشهد القادسية وغيرها من الفتوح، وعاش ١٠٠ سنة. الأغاني ١٩: ٩٠- ٩٣ والخزانة ٣: ٥٦٦، والإصابة ٢٧٣٠، والمؤتلف ١٢٥، وسمط اللآلى.

<<  <   >  >>