للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: وقال أبو مجيب [١] : «تعقم، ولا تعقم الأصلاب [٢] » كأنّه يذهب إلى أنّ المرأة والشاة والأتان والناقة إذا سمنّ جدّا صرن عقّرا [٣] .

ولا يعتري ذلك الرجل، والتّيس، والعير، والجمل.

وإذا نزل الغيث وعمّ ودرّ كان حزن الممعز والمصرم [٤] بقدر سرور صاحب الهجمة [٥] . ممّن يقولون [٦] : «كلأ يتّجع به كبد المصرم [٧] » . ويقولون عند ذلك: «مرعى ولا أكولة [٨] » وقد قال الشاعر في الدّعاء على رجل:

وجنّبت الجيوش أبا زهير ... وجاد على مسارحك السّحاب [٩]


[١] أبو المجيب الربعي: أحد فصحاء الأعراب الذين روى عنهم ابن الأعرابي. الفهرست لابن النديم ١٠٣. وله أقوال كثيرة في البيان.
[٢] يعنى أنّ البدانة تصيب صاحبها بالعقم. والمراد بالأصلاب هنا الذكور.
[٣] العقر كركع: جمع عاقر، يقال امرأة عاقر لا تحمل، ورجل عاقر لا يحمل له، ويقال نساء عقّر ورجال عقّر أيضا.
[٤] الممعز، من قولهم: أمعز القوم: كثرت معزاهم. والمصرم: القليل المال، أى الإبل.
[٥] الهجمة: القطعة الضخمة من الإبل، وهي ما بين الثلاثين إلى المائة.
[٦] أي العرب ربّما يقولون ذلك. انظر ما كتبت في حواشي الجزء الأول من سيبويه ص ٢٤.
[٧] يتجع: يلحقها الوجع. تقال بفتح التاء وكسرها أيضا، كما يقال: توجع وتأجع، وفي البيان ٢: ١٦١ واللسان (وجع ٢٣١) : «يتّجع منه» . أي هو كلأ كثير، فإذا رآه القليل المال تأسّف ألا تكون له إبل كثيرة يرعيها فيه.
[٨] المثل في جمهرة العسكري ٢: ٢٥٤، والميداني ٣: ٢٧٦، والمستقصى ٢:
٣٤٤ يضرب للرجل له مال كثير وليس له من ينفقه عليه.
[٩] أنشده في البيان ٢: ١٦٢. وأنشده في اللسان (زنب) ومعاني الشعر للأشنانداني-

<<  <   >  >>