للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا يجفّ ثراها بلّها ديم ... من واكف نزل بالماء سجّام [١]

لم يرعها أحد وارتبّها زمنا ... فأو من الأرض محفوف بأعلام [٢]

تسمع للطّير في حافاتها زجلا ... كأنّ أصواتها أصوات جرّام [٣]

كأنّ ريح خزاماها وحنوتها ... باللّيل ريح النجوج وأهضام [٤]

وقال آخر [٥] في صفة روضة:

كانت لنا من غطفان جاره ... حلّالة ظعّانة سيّاره

كأنّها من ربل وشارة [٦] ... والحلي حلي التّبر والحجاره [٧]

مدفع ميثاء إلى قراره [٨] ... إياك أعني واسمعي يا جاره [٩]


[١] نزل: ذو نزل، كثير المطر.
[٢] ارتّبها، هذا على التشبيه، يقال تربّبه وارتبّه وربّاه، أي رعاه وأصلحه. وفي اللسان (فأو) : «واكتمّ روضتها» . والفأو: بطن من الأرض تطيف به الرمال.
[٣] الجرّام: الذين يصرمون التمر، أي يقطعونه، وقد عنى الأنباط.
[٤] الخزامى والحنوة: نبتان طيبا الرائحة. واليلنجوج: العود الهندي الذي يتبخر به.
والأهضام: جمع هضم بالكسر، وهضم بالفتح، وهضمة، وهو كل شيء يتبخر به غير العود واللّبنى.
[٥] في بعض مخطوطات الحيوان: «يقول جرير» . انظر الحيوان ٣: ١٢١- ١٢٢ ونسب الرجز في الفاخر ١٥٩ وفصل المقال ٧٦ والميداني إلى سهل بن مالك الفزاري.
وفي جمهرة الأمثال ١: ٢٩ إلى سيار بن مالك.
[٦] الرّبل: كثرة الشحم واللحم. وفي الحيوان: «دبل» بالدال، وهما بمعنى. والشارة:
السمن، أو حسن الهئية. وفي المخصص ٤: ٤٠ واللسان (حلى ٢١٢) : «من حسن وشاره» ، وفي جمهرة الأمثال: «من هيئة وشاره» .
[٧] استشهد به في المخصص على أنّ الحلى ما يتزيّن به من مصوغ المعدنيات والحجارة.
[٨] المدفع: مجرى الماء. والميثاء سبق تفسيرها والقرارة: المطمئن من الأرض.
[٩] هو من أمثالهم، قد ورد في أمثال الميداني مع اشطار أخرى منسوبة إلى سهل بن-

<<  <   >  >>