للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أعين [١] ، ونصر بن شبث [٢] ، وإسماعيل بن نيبخت [٣] .

وكان العلاء بن الوضّاح يوتد سكّة حديد في الأرض حتّى يغرقها، ثم يشدّ ساقه بها، ثم يضع رجله اليسرى في الرّكاب ويثب، فيقلع السّكّة ويستوي على ظهر الفرس، كأنّه لم يصنع شيئا، من شدّة متنه وقوّة عصبه، وتوتير نساه. فانقطعت في بعض ذلك عصبة من ساقه، فكان أسوأ حالا من الأعرج. ولقد رأيته بالمبارك [٤] في غداة قرّة، وهو على فرس له


[١] هرثمة بن أعين قائد عباسي، ولاه الرشيد مصر سنة ١٧٨ ثم أفريقية، ثم عقد له على خراسان. وقاد الجيوش للمأمون أيام الفتنة بينه وبين الأمين، ثم حبسه إلى أن مات في الحبس سنة ٢٠٠ النجوم الزاهرة والطبري في حوادث سنة ٢٠٠.
[٢] نصر بن شبث: أحد زعماء الخوارج، وهو من بني عامر بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. خرج على المأمون في كيسوم من نواحي الجزيرة، واستمر خروجه خمس سنوات إلى أن وجه المأمون عبد الله بن طاهر، فالتقيا بالرّقّة، فقاتله وأثخن في أصحابه، فطلب الأمان فأعطيه، وقدم على المأمون. وذلك سنة ٢٠٩. جمهرة ابن حزم ٢٩١، والمعارف ١٦٩، والطبري وابن الأثير في حوادث ٢٠٩.
[٣] هو إسماعيل بن أبي سهل بن نيبخت، جليس المأمون. وكان الحسن بن هانىء يرتع على مائدته، إذ كان من المطمعين للطعام المسرفين، ثم كان جزاؤه منه أن هجاه وهجا خبزه وطعامه إذ يقول:
خبز إسماعيل كالوش ... ى إذا ما شقّ يرفا
ويقول:
على خبز إسماعيل واقيه البخل ... وقد حلّ في دار الأمان من الأكل
انظر ديوان أبي نواس ١٧١، وأخبار أبي نواس ١٢٧، والبخلاء ٦٣، ورسالة الحاسد والمحسود من رسائل الجاحظ وبغداد لابن طيفور ١٦١، وحواشي الحيوان ٣: ١٢٩.
[٤] المبارك: اسم نهر بالبصرة احتفره خالد بن عبد الله القسري أمير العراقين لهشام بن عبد الملك. وهو أيضا فوق واسط بينهما ثلاثة فراسخ وانظر الحيوان ١: ٢٦١/٢: ٧٨/٣: ٣٤٦.

<<  <   >  >>