للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله إن كذبتك [١] » .

وأطرى رجل من قريش يزيد بن معاوية عند معاوية، فلمّا خرج الناس أقبل على الأحنف فقال: إنّي والله وإن قلت الذي قلت رغبة أو رهبة فإنّه ما علمت للّذي، وإنّ ابنه ما علمت للّذي.. قال الأحنف: «إنّ ذا الوجهين لا يكون عند الله وجيها» .

وشهد مصعبا يوما وهو يوبّخ رجلا ويقرّعه ويقول: أبلغني عنك الثّقة كذا، وأبلغني عنك الثّقة كذا [٢] . فقال الأحنف: «كلّا أيها الأمير، إنّ الثّقة لا يبلّغ» .

هذا الذي كتبت لك قليل من كثير، ولم نرد الإخبار عن بلاغة لسانه، ولا عن كثرة معرفته، وإنّما أردت أن تعرف حسن نيّته.

وكتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقّاص: «يا سعد سعد بني وهيب [٣] . إنّ الله إذا أحبّ عبدا حبّبه إلى خلقه، فاعتبر منزلتك من الله


[١] الخبر بصورة أوسع في الكامل ٣٠ ليبسك. وبعض الفقرة الأولى في البيان ١: ٢١١ والثانية في ٢: ١٤٩.
[٢] في عيون الأخبار ٢: ٢٠ عاتب مصعب بن الزبير الأحنف بن قيس على شيء بلغه عنه، فاعتذر إليه الأحنف من ذلك ودفعه، فقال مصعب: أخبرني بذلك الثقة. والخبر كذلك على هذا الوجه في العقد ٢: ٣٣٣.
[٣] في الأصل: «وهب» تحريف. وهو سعد بن مالك بن أهيب- ويقال وهيب- ابن عبد مناف بن زهرة بن كلاب القرشي الزهري، أحد العشرة المبشّرين وآخرهم موتا، وهو كذلك أحد الستة أهل الشورى. ولاه عمر الكوفة، ثم ولاه عثمان، ثم عزله الوليد بن عقبة، وتوفي بالمدينة سنة ٥٥. الإصابة ٣١٨٧، وجمهرة ابن حزم ١٢٩.

<<  <   >  >>