للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمنزلتك من الناس، واعلم أنّ ما لك عند الله مثل ما لله عندك [١] » .

فنحن نظنّ أنّ هذه المنزلة التي صارت للأحنف في قلوب الناس لمنزلة الإسلام من قلبه.

وهو الذي لمّا دخل في الوفد على مسيلمة الكذّاب فخرج من عنده، قال له بعض رؤساء القوم: كيف رأيته؟ قال: والله ما هو بنبيّ صادق، ولا متنبّىء حاذق [٢] .

وهو الذي لما وفد على عمر وتنازعوا الكلام عنده أمسك، حتّى كان عمر هو المستنطق له الكلام، وخصّ بالكلام عمر، وذكروا شأن أنفسهم، وتكلّم الأحنف عمّن غاب من مجلسهم، فتكلّم في مصلحة البلاد والعباد.

وسنذكر فقرا من كلامه في كتاب البيان والتّبيان [٣] إن شاء الله.

وبالله التوفيق.


[١] الخبر في البيان ١: ٢٦١ وهو بصورة أطول في رسالة نفي التشبيه من رسائل الجاحظ ١: ٢٩٥.
[٢] الخبر كذلك في أمالي المرتضى ١: ٢٩٢. ولكن في محاضرات الراغب ٢:
١٨٨: «قيل للأحنف وكان ممن زفّ سجاح إلى مسيلمة: ما وجدته؟ قال: ما هو بنبيّ صادق، ولا متنبىء حاذق. وفيها يقول:
أضحت نبيتنا أنثى يطاف بها ... وأصبحت أنبياء الله ذكرانا
» والخبر بصورة أخرى في البيان ٢: ٨٧- ٨٨.
[٣] هذه التسمية لم أجدها في غير هذا الموضع. والمعروف: «التبيين» و «التبين» كما أشرت إلى ذلك في مقدمة البيان. وهذا النص هنا دليل على سبق كتاب البرصان لكتاب البيان..

<<  <   >  >>