للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زوادار، وخداش، ومخلد الشهيدين [١] .

ضرب عبد الواحد الفالج بعد الكبر وقلّة الرزق، وكان فيه من العجب أنّ الفالج أكثر ما يعتري المتوسّطين في الأسنان؛ لأنّ الشباب كثير الحرارة، والشّيخ كثير اليبس، فأكثر ما يعتري بين هذين السّنّين.

وكان عبد الواحد رجلا يعرف النّجم.

وقد رأيت من ضربه الفالج عند عينه [٢] . ورأيت رجلا من جند قريش بن شبل [٣] أصابت شقّه الأيمن شظيّة من حجر المنجنيق، فذهب شقّه الأيسر وذهب لسانه وسمعه، وبقي بصره.

ويزعم نسّاك البصريين أنّ عبد الواحد بيناه سطيحا وليس عنده أحد إذ أخذه بطنه، فسأل الله أن يطلق عنه ريثما يأتي المتوضّأ ثم يرجع إلى موضعه. ففعل ذلك.


[١] في الأصل: «الشهيدان» . وذكر في صفة الصفوة ٤: ٢٤٠ «مخلد بن الحسين» وقال: «كان من أهل البصرة فتحول فنزل المصيصة» ، وأنه توفي بالمصيصة سنة ١٩١.
[٢] في الأصل: «عند غيره» ، ولا وجه له.
[٣] هو قريش بن شبل الدنداني، مولي طاهر بن الحسين وأحد قواده، وكان له فضل كبير في استيلاء طاهر على الأهواز وواسط والمدائن سنة ١٩٦. انظر كامل ابن الأثير ٦:
٢٦٢- ٢٦٥، والطبري ٨: ٤٣٢- ٤٣٨ ويسميه الطبري حينا «قريش الدنداني» كما في ٨: ٤٨٣، ٤٨٧. ويذكر أن طاهرا أمره بقتل محمد الأمين، وأن غلام قريش الدنداني ويدعى «خمارويه» هو الذي ضربه بالسيف، ثم أجهز عليه جماعة منهم.

<<  <   >  >>