للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الباهلي [١] وليس هذا أيضا من الباب الأوّل:

بضرب كآذان الفراء فضوله ... وطعن كإيزاغ المخاض تبورها [٢]

يقول [٣] : ضربوهم بالسّيوف فعلّقوا على أيديهم ولحومهم كآذان الحمير. والفرأ: الحمار. والفراء: الحمير. قال النبي عليه السلام: «كلّ الصّيد في بطن الفرا» [٤] .

وقال الشاعر في الباب الأوّل:

ما كنت في العدّ إلّا فقع قرقرة ... لمّا توعّدتني يا برثن الطّير [٥]


[١] هو مالك بن زغبة الباهلي، كما في المعانى الكبير ٩٧٩، والمجتني لابن دريد ١٨ واللسان (فرأ، بور، وزغ) . والبيت بدون نسبة في الحيوان ٢: ٢٥٦/٦: ٤١٢، والكامل ١٨١، وديوان المعاني ٢: ٧٣.
[٢] الفراء، بكسر الفاء: جمع فرأ كجبل وجبال. والإيزاغ: دفع الناقة ببولها تبورها:
تختبرها، تعرضها على الفحل لتنظر ألاقح هي أم حامل. وهي إذا كانت حاملا بالت في وجه الفحل.
[٣] في الأصل: «تقول» .
[٤] ويروى: «في جوف الفرا» الحبوان ١: ٣٣٥، والبيان ٢: ١٦ والمجتنى لابن دريد ١٤، والعسكري ٢: ١٦٢، وفصل المقال ١٠، والميداني ٣٠١٠، والمستقصى ٢: ٢٢٤، واللسان (فرأ) . والمثل قديم، وأصله أن ثلاثة نفر خرجوا متصيدين، فاصطاد أحدهم أرنبا، والآخر ظبيا، والثالث حمارا، فاستبشر صاحب الأرنب وصاحب الظبي بما نالا وتطاولا عليه، فقال الثالث: «كل الصيد في جوف الفرا» ، أي جميع ما صدتموه يسير في جنب ما صدته. والمثل تمثل به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم متألفا لأبي سفيان حين استأذن فحجب قليلا ثم أذن له فقال: «ما كدت تأذن لى حتّى تأذن لحجارة الجلهنين- وهما جانبا الوادي- فقال صلّى الله عليه وسلّم: «يا أبا سفيان أنت كما قيل: كيل الصيد في جوف الفرا» ، يتألّفه على الإسلام، معناه إذا حجبتك قنع كل محجوب. يضرب لمن يفضّل على أقرانه، أو في الواحد يقوم مقام الكثير لعظمه.
[٥] في الأصل: «ما كنت للأعداء» ولا يستقيم وزنه بذلك. والفقع: الأبيض الرخو-

<<  <   >  >>