للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معاوية بن هشام بن عبد الملك، صاحب الأندلس [١] .

وأهل البدو أجود شمّا وألطف حسّا من غيرهم، وأولادهم أجود شما منهم. وقال الشاعر: [٢] :

إذا اختلّ حضني بلدة طرّ منهما ... لأخرى خفيّ الشّخص للرّيح تابع [٣]

وقال الآخر:

وجاء كمثل الرّأل يتبع أنفه ... لعقبيه من وقع الصخور قعاقع [٤]

وقال الشاعر:

ويهماء يستاف التّراب دليلها ... وليس بها إلّا اليمانيّ محلف [٥]


[١] هو أبو المطرف عبد الرحمن بن الحكم، رابع ملوك بني أمية في الأندلس. وكانت أيامه أيام نهضة حضارية بالأندلس، وفخامة في الملك، وكان صاحب غزوات، وأديبا ينظم الشعر، ويشارك في كثير من العلوم والفنون. ولد سنة ١٧٦ وتوفي بقرطبة سنة ٢٣٨ بعد أن ولي الملك نحو إحدي وثلاثين سنة. نفح الطيب ١: ٣٢٢- ٣٢٨.
[٢] هو حميد بن ثور. ديوانه ١٠٤، والشعراء ٣٩١، والمعاني الكبير ١٩٦، ٣٤٣.
[٣] حضنا البلدة: جانباها. وفي الأصل والديوان والشعراء «احتل» بالحاء المهملة، صوابه بالخاء المعجمة كما في المعاني الكبير، وقال ابن قتيبة: «هذا مثل، أي كما يختل الرمح حضني الإنسان، أي ينفذهما» . طرّ، بالبناء للمجهول، أي طرد منهما، أي من حضني البلدة. وفي الأصل: «متهما» بالتاء، تحريف. وفي الأصل أيضا: «لليل تابع» ، صوابه من جميع المراجع. وبدونه لا يستقيم الاستشهاد. والبيت في صفة ذئب.
[٤] أنشده الجاحظ في الحيوان ٤: ٤٠٣ مسبوقا بقوله: «وقال الشاعر وهو يصف استرواح الناس» . كما أنشده ابن قتيبة في المعاني ٣٤٢. وقال ابن قتيبة: «وأحسب هذا البيت لبعض المحدثين» . والرأل: فرخ النعام. وقال الجاحظ: «شبه به رجلا يتبع الريح فيشتم» .
[٥] اليهماء: الفلاة لا ماء بها ولا علم. يستاف، من السّوف، وهو الشم. واليماني،-

<<  <   >  >>