للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن يتتبّع منّي الظّلع يلقنى ... إذا ما رآني أصلع الرأس أشيبا [١]

وأنشد أبو عبيدة:

وصلع الرّءوس عظام البطون ... جفاة المحزّ غلاظ القصر [٢]

شداد المقابض يوم الجلاد ... رحاب الشّداق طياب الخبر [٣]

قال: وذكر السيّد [٤] صلع عليّ بن أبي طالب، في ذكر حوض النبي صلّى الله عليه وسلّم وسقيه النّاس منه فقال:

حوض له ما بين بصري إلى ... أيلة يوم الجمع أو أوسع [٥]

يصبّ فيه مثعبا فضّة ... فالحوض من مائهما مترع [٦]

فيه أباريق وقدحانه ... يذبّ عنه الرجل الأصلع [٧]


[١] الظلع: غمز شيبه بالعرج. عنى بذلك ضعف الرأي. يقول: قد ارتفعت عن سنّ الشباب إلى سن الحنكة والرأي الصائب.
[٢] أنشده في البيان ١: ١٠٨ بهذه الرواية، ثم أعاد إنشاده في ١: ١٢٢ برواية:
«رحاب الشداق» بدل: «جفاة المحز» وذلك في سياق الكلام على التشادق وسعة الأشداق.
ونسب البيت في حماسة الخالديين ٢: ٢٠٦ إلى طرفة، وليس في ديوانه. المحز: مصدر ميمي من الحز، وهو قطع الشيء في علاج. أي هم لا يتأنقون في فصل اللحم كعمل الجزار الخبير. والقصر، بالتحريك: جمع قصرة، وهي أصل العنق. وفي حماسة الخالديين: «ذكر أن لبس البيض والمغافر ومداومتهم لذلك قد صلّع رؤوسهم» .
[٣] الطّياب: جمع طيب، مثل جيد وجياد. وانظر الحيوان ٣: ٢٧.
[٤] السيد الحميري، سبقت ترجمته في ص ١١٨.
[٥] في ديوان السيد ٢٦٤: «ما بين صنعا إلى أرض الشام» .
[٦] المثعب: مجرى الماء وموضع انطلاقة. وفي الديوان: «ينصب فيه علم للهدي والحوض من ماء له» .
[٧] القدحان هنا: جمع قدح بالتحريك، وهو الإناء الذي يشرب به. وهذا الجمع لم-

<<  <   >  >>