للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأبو معاوية [١] عن الأعمس، عن إبراهيم [٢] قال: قال عبد الله:

«لا يجعلنّ أحدكم الشيطان من صلاته جزءا: أن لا يرى [٣] أنّ حتما عليه ألّا ينصرف إلّا عن يمينه، فقد رأيت رسول الله عليه السلام أكثر ما ينصرف عن يساره» .

وهذا الحديث أشدّ عليكم من الأوّلين.

وروى أبو هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه «كان يبدأ بالميامن» [٤] ، فدعا عليّ بالوضوء فبدأ بمياسره وقال: «لأكذّبنّ حديث أبي هريرة» !


[١] هو أبو معاوية الضرير محمد بن خازم- بمعجمتين- التميمي السعدي الكوفي.
يقال عمي وهو ابن ثمان سنين أو أربع. روى عن عاصم الأحول، والأعمش، وداود بن أبي هند وغيرهم. وعنه: أسد بن موسى، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، وكثيرون. قال وكيع: ما أدركنا أحدا كان أعلم بأحاديث الأعمش من أبي معاوية. توفي سنة ١١٣. تهذيب التهذيب، والتقريب، ونكت الهميان ٢٤٧. ويفهم من ترتيب الصفدي في النكت أن أباه «حازم» بالحاء المهملة. والأوثق في ضبطه الخاء المعجمة كما في التهذيب، والتقريب، والمشتبة للذهبي ٢٠١.
[٢] إبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود النخعي. روى عن مسروق، وعلقمة، وشريح القاضي، وجماعة. وعنه: الأعمش، وحماد بن سليمان، ومغيره بن مقسم الضبي، وخلق.
وكان مفتي أهل الكوفة، ومات وهو مختف من الحجاج سنة ٩٦. تهذيب التهذيب.
[٣] في الأصل: «ألا ترى» ، تحريف. ولفظ حديث عبد الله في صحيح مسلم ٢:
١٥٣: «لا يجعلن أحدكم للشيطان من نفسه جزءا، لا يرى إلّا أنّ حقا عليه أن لا ينصرف إلا عن يمينه. أكثر ما رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينصرف عن شماله» . ونحوه في سنن أبي داود ١: ٢٧٣، وسنن الدارمي ١: ٣١١ كلاهما من حديث عبد الله.
[٤] أخرجه البخاري في (الوضوء والجنائز) ، ومسلم في (الجنائز) ، وابن ماجه في (الطهارة) .

<<  <   >  >>