للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولن يقدّم نفسا قبل ميتتها ... جمع اليدين ولا الصّمصامة الذكر [١]

لأنّهم كانوا يفعلون [كذلك] [٢] إذا ضربوا الأعناق.

وقالت بنت عتيبة بن مرداس [٣] ترثي أباها:

وكان أبى عتيبة شمّريّا ... ولا تلقاه يدّخر النّصيبا [٤]

ضروب باليدين إذا اشمعلّت ... عوان الحرب لا ورعا هيوبا [٥]

قالوا: كان [٦] يلحق الفارس والفارس مستخذله، حتّى يجمع يديه على مقبض سيفه ثم يضربه؛ لأنّ ذلك لا يمكن في نفس المعركة، وعند


[١] في الديوان: «ما يعجل السيف نفسا» ، وفي النقائض: «وما يعجل نفسا» ، وفي الأغاني: «وما يقدم نفسا» .
[٢] تكملة يفتقر إليها الكلام.
[٣] في الأصل: «عيينة» ، تحريف. وهو عتيبة، أو عتبة، بن مرداس بن الحارث بن مدرك الدهمان، من بني تميم. وهو شاعر مقل مخضرم ممن أدرك الجاهلية والإسلام، وكان هجّاء خبيث اللسان، وكان على صلة بالحسين بن علي، وعبد الله بن جعفر، ووفد إليهما بالمدينة فوصلاه بما أرضاه، فمدحهما بشعر عاتب فيه ابن عباس، وكان قصده من قبل بالبصرة فحجبه ولم يعطه شيئا. الإصابة ٦٤٠، والشعراء ٣٦٩، والأغاني ١٩: ١٤٣- ١٤٦.
وبنت عتيبة هذا هي «مية» ، وتسمّى «أم البنين» أيضا. وانظر معجم البلدان في رسم (اللعباء) حيث أورد البيتين مع آخرين في هذا الرثاء.
[٤] صدر هذا البيت في الأصل: «وكان عيينة» ، كلمتان فقط، وتصحيحه وإكماله من معجم البلدان (اللعباء) . والشمري بفتح الشين مع فتح الميم المشددة، وبكسرها مع كسر الميم المشددة: الماضي في الأمور والحوائج المجرّب.
[٥] الحرب العوان: التي قوتل فيها مرة بعد مرة. اشمعلّت: شملت وانتشرت. والورع بفتحتين: الجبان، والصغير الضعيف لا غناء عنده.
[٦] في الأصل: «كأنه» .

<<  <   >  >>