للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المشاولة والمنازلة [١] .

وقالت خرنق بنت هفّان [٢] :

لا يبعدن قومي الذين هم ... سمّ العداة وآفة الجزر [٣]

الضاربين لدى أعنّتهم ... والطّاعنين وخيلهم تجري

ولم ترد أنهم يطعنون بالرّماح ويضربون بالسّيوف، ولكنّها فخرت أنّهم كانوا فرسانا، ولم يكونوا رجالا ولا ركبانا.

وحدّثني حسين بن عبيد، وكان من خاصّة أبي السّرايا [٤] ، قال:

كان أبو السّرايا إذا لحق الفارس لا يضربه بسيفه حتّى يجوزه، ثم يستقبله بضربة.


[١] المشاولة: أن يتناول القوم بعضهم بعضا بالرماح عند القتال. والمنازلة: أن ينزل الفريقان عن أبلهما إلى فيتضاربوا.
[٢] في الأصل: «بنت بفعان» . وإنما هي «بنت هفان» . وهي خزنق بنت هفان، من بني قيس ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، وهي أخت طرفه بن العبد لأمه، أو هي عمته. كما في الخزانة ٢: ٣٠٦- ٣٠٩.
[٣] ترثي بهذا زوجها بشر بن عمرو بن مرثد الضبعي، وابنها علقمة بن بشر، وأخويه حسان وشرحبيل، ومن قتل من قومهم يوم قلاب. وانظر معجم شواهد العربية.
[٤] أبو السرايا الخارجي، اسمه السّريّ بن منصور، وكان يذكر أنه ولد هانىء بن قبيصة ابن هانىء بن مسعود. خرج بالكوفة من ابن طباطبا، وكان هو القيم بأمره في الحرب وتدبيرها وقيادة الجيش. وكان سبب الخروج ما كان من أمر صرف المأمون طاهر بن الحسين عما كان إليه، وتولية ذلك الحسن بن سهل. وكان ذلك سنة ١٩٩ وانتهت حروبه بمصرعه سنة ٢٠٠ حين أمر الحسن بن سهل بضرب عنقه. انظر الطبري وابن الأثير في حوادث هاتين السنتين.

<<  <   >  >>