للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأعسر إذا اشتمل بثوبه ومشى فكأنّه مخبّل [١] ، ويظهر عند ذلك نقصه والتّشويه، الذي في خلقه. والعسر قبيح بالرّجال، وهو بالمرأة أقبح.

ولم نر أعسر ألّا حائكا أو ساقطا نذلا.

ومرّ الأحنف بعكراش بن ذؤيب [٢] وقد كان شهد الجمل فعطبت يداه جميعا، فلمّا مر به الأحنف [٣] صاح: يا مخذّل [٤] ! [فقال له الأحنف [٥]] أما إنّك لو كنت أطعتني لا ستنجيت بشمالك، وأكلت


[١] المخبل، من الخبل، وهو فساد الأعضاء حتى لا يدرى كيف يمشي.
[٢] عكراش بن ذؤيب بن حرقوص بن جعدة بن عمرو بن النزّال بن مرة بن عبيد، ينتهي نسبه إلى تميم. قال ابن سعد: صحب النبي وسمع منه. وبعث به بنو مرة بن عبيد، وهم رهط الأحنف بن قيس أيضا بصذقات أموالهم إلى رسول الله. وشهد الجمل مع عائشة فقال الأحنف: كأنكم به قد أتى به قتيلا أو به جراحة لا تفارقه حتّى يموت! فضرب ضربة على أنفه فعاش بعدها مائة سنة وأثر الضربة به. المعارف ٣٦، ١٣٥، والاشتقاق ٢٤٩، والإصابة ٥٦٣١، وجمهرة ابن حزم ٢١٧.
[٣] الخبر في الاشتقاق ٢٠٩- ٢١٠. ويدور الحديث فيه بين الأحنف وأبي فروان، من بني الهجيم بن عمرو بن تميم. وكان أبو فروان قد شهد الجمل مع عائشة رضي الله عنها وكنعت يداه.
[٤] يشير إلى اعتزال الأحنف في وقعة الجمل. وكان الأحنف قد أرسل إلى على رضي الله عنه: إن شئت أتيتك، وإن شئت كففت عنك أربعة آلاف سيف. فأرسل إليه علي: كفّ من قدرت على كفّه. الطبري ٤: ٤٩٩- ٥٠١. ولما رجع الأحنف من عند على لقيه هلال ابن وكيع فقال: ما رأيك؟ قال: الاعتزال. واتبعت بنو سعد الأحنف فاعتزل بهم إلى وادي السباع. الطبري ٤: ٥٠٤ فلم يكن الأحنف مشايعا لأحد الفريقين في وقعة الجمل، وإن ذكر التاريخ أنه بايع عليّا بعد الوقعة في سنة ٣٦. الطبري ٤: ٥٣٤.
[٥] التكملة من الاشتقاق ٢١٠ مع نسبة القول إلى أبي فروان.

<<  <   >  >>