للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَقَدْ رَدَّ عُروَةُ بنُ الزُّبَيرِ (١) «ت ٩٤ هـ» حَدِيثَ: «الصَّخْرَةُ عَرْشُ اللهِ الأَدْنَى». وَقَالَ: «سُبْحَانَ اللهِ! يَقُولُ اللهُ: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة: ٤٢]، وَتَكُونُ الصَّخْرَةُ عَرْشَهُ الأَدْنَى» (٢).

٢ - النَّقْدُ عِنْدَ المُحَدِّثِينَ شَمَلَ كُلاً مِنَ السَّنَدِ وَالمَتْنِ: قسَّمَ العلماءُ الحديثَ باعتبارِ سندِهِ ومتنِهِ إلى صحيحٍ وحسنٍ وضعيفٍ، فمنْ شروطِ الصَّحيحِ «أنْ لا يكونَ شاذَاً ولا معلَّلَاً»، والشُّذوذُ يكونُ في السَّندِ والمتنِ، قالَ العِراقِيُّ «ت ٨٠٦ هـ» في تعريفِ الشَّاذِّ: «وَذُو الشُّذُوذِ مَا يُخَالِفُ الثِّقَةُ فِيهِ المَلَا» (٣). قالَ السَّخَاوِيُّ «ت ٩٠٢ هـ»: «أي: بِالزِّيَادَةِ أَوِ النَّقْصِ فِي السَّنَدِ أَوْ فِي المَتْنِ» (٤). والعلَّةُ تكونُ في المتنِ والإسنادِ، قالَ ابنُ الصَّلاحِ «ت ٦٤٣ هـ»: «قَدْ تَقَعُ العِلَّةُ فِي إِسْنَادِ الحَدِيثِ وَهُوَ الأَكْثَرُ، وَقَدْ تَقَعُ فِي مَتْنِهِ» (٥).

وَمنْ هذا القبيلِ نشأتْ أنواعٌ للحديثِ بالنَّظَرِ لمتنِهِ كالمقلوبِ، والمضطربِ، والمدرجِ، والمعلَّلِ، والمصحَّفِ، والموضوعِ، وزيادَةِ الثِّقَةِ … الخ، وكذلك ظهرتْ علومٌ تَخُصُّ المتْنَ، كالغريبِ، وأسبابِ الورودِ، والنَّاسخِ والمنسوخِ، والمُشكِلِ،


(١) عروة بن الزبير بن العوام الأسدي، القرشي، أبو عبد الله، «٢٢ هـ - ٩٣ هـ» - أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، عالم بالسيرة، حافظ ثبت. انظر مشاهير علماء الأنصار ص ٦٤، وتذكرة الحفاظ ١/ ٦٢.
(٢) المنار المنيف ١/ ٨٦/ ١٥٤ و ١٥٥.
(٣) فتح المغيث ١/ ١٩٦.
(٤) المصدر السابق.
(٥) علوم الحديث لابن الصلاح ١/ ٩١.

<<  <   >  >>