. وكان من شيعة معاوية بن أبى سفيان، وشهد مع معاوية صفّين. وكان معاوية وجّهه إلى الحجاز واليمن فى أول سنة أربعين، وأمره أن ينظر من كان فى طاعة علىّ فيوقع بهم. ففعل بمكة والمدينة واليمن أفعالا قبيحة «٢» . وقد ولى البحر لمعاوية، وكان قد وسوس فى آخر أيامه «٣» ، فكان إذا لقى إنسانا، قال: أين شيخى؟ أين عثمان؟ ويسلّ سيفه. فلما رأوا ذلك، جعلوا له فى جفنه سيفا من خشب، فكان إذا ضرب به لم يضرّ. حدّث عنه أهل مصر، وأهل الشام، وتوفى بالشام فى آخر أيام معاوية. وله عقب ببغداد، والشام «٤» .
حدثنا أسامة بن أحمد بن أسامة التجيبى، قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن الوزير، قال: حدثنا عبد الحميد بن الوليد، قال: حدثنى الهيثم بن عدىّ، عن عبد الله بن عيّاش، عن الشّعبىّ: أن معاوية بن أبى سفيان أرسل «بسر بن أبى أرطاة القرشى، ثم العامرى» فى جيش من الشام، فسار حتى قدم المدينة، وعليها- يومئذ- أبو أيوب «خالد ابن زيد الأنصارى» صاحب النبي صلى الله عليه وسلم. فهرب منه أبو أيوب إلى علىّ بالكوفة. فصعد بسر منبر المدينة، ولم يقاتله بها أحد، فجعل ينادى: يا دينار، يا رزيق، يا نجار. شيخ