هذا التفسير يُعَد فى الحقيقة مرجعاً مهماً من مراجع التفسير عند الإمامية الإثنا عشرية، وأصلاً لا بد من قراءته لمن يريد أن يقف على مدى تأثير عقيدة صاحبه ومَن على شاكلته فى فهمه لكتاب الله، وتنزيله لنصوصه على وفق ميوله المذهبية وهواه الشيعى ... ولكن كيف نحكم بأهمية هذا التفسير كمرجع من مراجع التفسير عند الإمامية الإثنا عشرية، ونحن لم نعثر عليه فى مكتبة من مكاتبنا المصرية؟ أليس هذا يُعَد من قبيل الحكم على ما نجهله، والقول فيما ليس لنا به علم؟؟ ... لا، فالكتاب وإن لم نظفر به ولم نطلع عليه، قد وجدنا ما هو عوض عنه إلى حد كبير، ذلك هو مقدمته التى قدَّم بها مؤلفه لتفسيره هذا.
وجدت هذه المقدمة فى دار الكتب المصرية، فقرأتها، فرأيتها تكشف لنا عن منهج صاحبها فى تفسيره، وتوضح لنا كثيراً من آرائه فى فهم كتاب الله وتبين فى صراحة تامة كيف تأثر المولى الكازرانى بعقيدته الزائفة، فحمَّل كتاب الله ما لا يحتمله بأى حال من الأحوال. وها أنا ذا أُلخص لك أهم المباحث التى تشتمل عليها هذه المقدمة، وبذلك نُلقى ضوءاً على هذا التفسير المفقود ونُعطى القارئ فكرة واضحة إلى حد كبير عن طريقة المؤلف ومنهجه فى تفسيره.
* *
المؤلف يتكلم عن الباعث له على تأليف تفسيره وعلى منهجه الذى سلكه فيه:
يجد القارئ أول ما يقرأ فى هذه المقدمة، بياناً مسهباً من المؤلف، يكشف لنا فيه عن الباعث الذى حمله على تأليفه لهذا التفسير، وعن المنهج الذى نهجه لنفسه فيه وسار عليه، كما يكشف لنا فى أثناء بيانه هذا، عن نظرته لكتاب الله وموقفه من تفسيره. تلك النظرة التى لا نشك أنها نظرة رجل ينظر إلى القرآن من خلال عقيدته، وذلك الموقف الذى لا نرتاب فى أنه موقف من أغراه مذهبه وخدعه هواه.
يقول المؤلف فى المقدمة (ص ٢-٣) ما نصه: " ... إن من أبين الأشياء وأظهرها، وأوضح الأُمور وأشهرها، أن لكل آية من كلام الله المجيد ... وكل فقرة من