البابية: نسبة إلى الباب، وهو لقب ميرزا علىّ محمد، الذى ابتدع هذه النِحْلة، وإليه تُنسب هذه الطائفة، باعتباره المؤسس الأول لها.
والبهائية: نسبة إلى بهاء الله، وهو لقب ميرزا حسين على، الزعيم الثانى للبابية، وإليه تُنسب هذه الطائفة، باعتباره المؤسس الثانى لها.
وأصل نشأة هذه الطائفة: أن ميرزا علىّ محمد، الملقب بالباب، والمولود فى سنة ١٢٣٥ هجرية، توفى عنه والده ميرزا محمد رضا قبل فطامه، فرُبى في حجر خاله ميرزا سيد علىّ، ونشأ معه فى مدينة شيراز بجنوب إيران، واشتغل معه بالتجارة، ولما بلغ سنه الخامسة والعشرين ادعى أنه الباب - والباب عند الشيعة معناه نائب المهدى المنتظر - وكان ادعاؤه هذا فى سنة ١٢٦٠ هجرية، وما لبث أن وصلت هذه الدعوة إلى طائفة من الجاهلين فصدَّقوا بها، وتتابعوا عليها، وكان عدد مَن صدَّقه في أول الأمر ثمانية عشر رجلاً، فسماهم بكلمة "حى" لأن عدد حرفيها بحساب الجُمَّل ثمانية عشر، ثم أمر أتباعه هؤلاء بالانتشار في إيران وبلاد العراق، يبشرون به وبدعوته، وأوصاهم بكتمان اسمه حتى يُظهره هو بنفسه، ولما حج وفرغ من أعمال الحج أعلن دعوته فى المجتمع الكبير فاشتهر اسمه، ولما حج وفرغ من أعمال الحج أعلن دعوته في المجتمع الكبير فاشتهر اسمه، وذاعت دعوته، فثارت عليه طوائف المسلمين، وقاموا فى سبيل دعوته يحاربونها بكل الوسائل.
وقد عقد بعض الولاة بين العلماء وبين الباب مناظرات أظهرت ما فى دعوته من غواية وضلال، فكفَّره بعض العلماء، ورماه بعض آخر منهم بالجنون، فاعتقله الوالى فى سجن شيراز، ثم فى سجن أصفهان، ثم فى طهران، ثم فى أذربيجان. وفى عهد السلطان ناصر الدين شاه اشتدت الخصومة بين البابيين ومخالفيهم، وقامت بينهم حرب طاحنة كان من نتائجها أن أمر الصدر الأعظم بقتل الباب، فَعُلِّقَ في ميدان مدينة تبريز، وقُتِل رمياً بالرصاص، وذلك فى سنة ١٢٦٥ هجرية.
وبعد قتله اختلف أتباعه على أنفسهم في شأن مَن ينوب عنه، وظهرت من بعض أتباعه دعاوى مختلفة، من قبيل النبوة، والوصاية، والولاية، وأمثالها، وظلوا على هذا الأمر إلى أن حاول بعضهم اغتيال ناصر الدين شاه سنة ١٢٦٨ هجرية انتقاماً لزعيمهم الباب، ولما خاب سعيهم وفشلوا فى هذه المؤامرة، أخذت الحكومة تضطهد زعماء البابيين، وتسوقهم إلى التحقيق، فقُتل مَن قُتِل، ونُفِىَ مَن نُفى، وكان من بين زعمائهم فى هذا الوقت - وقت الاضطهاد - ميرزا حسين علىّ الملقب فيما بعد:"بهاء الله".
**
[بهاء الله]
ولد بهاء الله سنة ١٢٣٣ هجرية، وكان ابنه ميرزا عباس من كبار وزراء الدولة فى