واستقبالها كناية عن التمسك بهم واتباعهم ونحو هذا. وفى تفسير العياشى عن الصادق عليه السلام:"نحن قِبْلة الله، ونحن كعبة الله" وسيأتى بعض المؤيِّد فى "الكعبة" والله الهادى (ص ١٨٣) .
ثم ذكر الخاتمة، وجعلها مشتملة على فصلين:
الفصل الأول: فى بيان نُبَذ مما ورد من تأويلات الحروف المقطعة التى فى أوائل بعض السور فقال: "اعلم أن أصل تركيب مقطعات أوائل السور من غير ملاحظة ما تكرر منها أربع عشرة بعدد المعصومين الأربعة عشر: النبى وفاطمة والأئمة الإثنا عشر. والسور هى هذه: "آلم. آلمص. آلر. آلمر. كهيعص. طه. طسم. طس. يس. ص. حم. حمعسق. ق. ن".. ثم قال: وفى معانى الأخبار بإسناده إلى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: "آلم: حروف من حروف اسم الله الأعظم المقطع فى القرآن، الذى يؤلفه النبى والإمام عليه السلام، فإذا دعا به أُجيب"، قال بعض الأفاضل: فى هذ الحديث دلالة على أن الحروف المقطعات أسرار بين الله ونبيه، ورموز لم يُقصد بها إفهام غيره وغير الراسخين فى العلم من ذُرِّيته. أقول: ويؤيده ما فى تفسير الإمام عليه السلام: أن معنى "آلم": أن هذا الكتاب الذى أنزلته هو الحروف المقطعة التى منها "أل م" وهو بلغتكم وحروف هجائكم، فأتوا بمثله إن كنتم صادقين ... ثم قال: وسنشير فيما ورد فى "ص" إلى ما يدل على أن جميع المقطعات القرآنية اسم للنبى صلى الله عليه وسلم، ولنذكر بعض ما يتعلق بتأويلها على ترتيبها. فما ورد فى: آلم، وآلمص، وآلر، وآلمر. ما قيل من أن معنى "آلم": أنا الله أعلم وأرى. و "آلمص": أنا الله أعلم وأفصل. وعلى هذا يمكن التأويل بأنه علم حيث اختار محمداً وعلياً وآلهماً الطيبين للنبوة والإمامة وأنزل لهم وفيهم كتابه المجيد، وعلى هذا القياس تأويل ما يأتى بعده ... . إلخ"(ص ٢٣١) .
ثم قال: وأما "كهيعص" فمعناه: أنا الكافى الهادى، والوالى العالم الصادق الوعد.
أقول: تأويل هذا: ما ورد عنه عليه السلام أيضاً أنه قال: أى كاف لشيعتنا، هاد لهم، ولى لهم، وعده حق، يبلغ بهم المنزلة التى وعدهم إياها فى بطن القرآن. وما فى الاحتجاج والمناقب وإكمال الدين عن سعد بن عبد الله عن الحُجَّة القائم عليه السلام أنه سأل عن تأويل "كهيعص" فقال: إن هذه الحروف من أنباء الغيب أطلع الله عليها عبده زكريا، ثم فصَّلها على محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك أن زكريا سأل ربه أن يعلمه بأسماء الخمسة، فأهبط الله عليه جبريل عليه السلام فعلَّمه إياها، فكان زكريا إذا ذكر محمداً، وعلياً، وفاطمة، والحسن سرى عنه همه وانجلى كربه، وإذا ذكر الحسين خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة. فقال ذات يوم: إلهى؛ ما بالى إذا ذكرت أربعاً منهم تسليت بأسمائهم من همومى، وإذا ذكرت الحسين تدمع عينى وتثور زفرتى؟ فأنبأه