للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الآيات إلى معان لا صلة لها باللَّفظ.. معان تحمل فى طياتها طابع التعاصب المذهبى بصورة مكشوفة مفضوحة.

فمثلاً عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [٣٤] من سورة البقرة: {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسجدوا لأَدَمََ} ... الآية، يقول ما نصه: "وذلك لما كان فى صلبه من أنوار نبينا وأهل بيته المعصومين، وكانوا قد فُضِّلوا على الملائكة باحتمالهم الأذى فى جنب الله، فكان السجود لهم تعظيماً وإكراماً، ولله سبحانه عبودية، ولآدم طاعة. قال علىّ بن الحسين: حدَّثنى أبى، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا عباد الله؛ آدم لما رأى النور ساطعاً من صلبه إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره، رأى النور ولم يتبين الأشباح، فقال: يا رب؛ ما هذه الأنوار؟ قال الله عَزَّ وجَلَّ: أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشى إلى ظهرك، ولذلك أمرتُ الملائكة بالسجود لك إذ كنتَ وعاءً لتلك الأشباح، فقال آدم: يا رب؛ لو بينتها لى؟ فقال الله عَزَّ وجَلَّ: انظر يا آدم إلى ذروة العرش، فنظر آدم عليه السلام ووقع نور أشباحنا من ظهر آدم إلى ذروة العرش، فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التى فى ظهره، كما ينطبع وجه الإنسان فى المرأة الصافية، فرأى أشباحنا فقال: ما هذه الأشباح يا رب؟ قال الله: يا آدم؛ هذه أشباح أفضل خلائقى وبرياتى، هذا محمد، وأنا الحميد المحمود فى فعالى، شققتُ له أسماً من اسمى. وهذا علىّ، وأنا العالى، شققتُ له اسماً من اسمى. وهذه فاطمة، وأنا فاطر السماوات والأرض، فاطم أعدائى من رحمتى يوم فصل قضائى، وفاطم أوليائى عما يعيرهم ويشينهم فشققتُ لها اسماً من اسمى، وهذا الحسن، وهذا الحسين، وأنا المُحَسِّن المُجَمِّل، شققتُ اسميهما من اسمى. هؤلاء خيار خليقتى، وكرام بريتى، بهم آخذ، وبهم أعطى، وبهم أُعاقب، وبهم أُثيب، فتوسل بهم إلىّ يا آدم، وإذا دهتك داهية فاجعلهم إلىّ شفعاءك، فإنى آليت على نفسى قسَماً حقاً لا أخيب بهم آملاً، ولا أرد بهم سائلاً، فلذلك حين زلَّت به الخطيئة دعا الله عَزَّ وجَلَّ بهم، فتاب عليه وغفر له".

وعند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [١-٣] من سورة البلد: {لاَ أُقْسِمُ بهاذا البلد * وَأَنتَ حِلٌّ بهاذا البلد * وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} .. يقول ما نصه: "فى المجمع عن الصادق: يعنى آدم وما ولد من الأنبياء والأوصياء وأتباعهم.. ".

فأنت ترى من كل هذا أن المؤلف يجِّد فى إخضاع آيات القرآن لمذهبه، وتنزيلها على وفق هواه وعقيدته، وهذا خروج بكتاب الله عن معانيه الظاهرة المرادة منه!!

* *

*

<<  <  ج: ص:  >  >>