للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الكريم على معان تتفق وأصول المذهب وتعاليمه، مع شئ من التعصب والغلو فى التنويه بشأن أهل البيت والحط من قدر الصحابة الذين يعتبرهم غير موالين لعلىّ وذُرِّيته. والكتاب مختصر فى ألفاظه، موجز فى عباراته، مع تضمنه للمعانى الكثيرة الدقيقة، فهو أشبه ما يكون بتفسير الجلالين من جهة إفادة المعانى كثيرة، والنكات الخفية الدقيقة، بعبارة سهلة موجزة.

ولقد حرص المؤلف فيه على أن يكون جُلّ اعتماده على ما ورد من التفسير عن أهل البيت، وإن كان لا يعزو كل قول إلى قائله فى الغالب، كما حرص على أن ينصر مذهبه ويدافع عنه سواء فى ذلك ما يتعلق بأُصول المذهب أو بفروعه، وهو بعد ذلك يشرح الآيات التى لها صلة بمسائل علم الكلام شرحاً يتفق أحياناً كثيرة مع مذهب المعتزلة، وأحياناً مع مذهب أهل السُّنَّة. وذلك راجع إلى أنه يأخذ بمذهب المعتزلة فى بعض المسائل، وبمذهب أهل السُّنَّة فى بعض آخر منها، شأن الكثير الغالب من علماء الإمامية الإثنا عشرية. ثم لا يفوت المؤلف فى تفسيره هذا أن يشير إلى بعض مشكلات القرآن التى ترد على ظاهر النظم الكريم. ثم يجيب عنها. كما لا يفوته أن يكشف لنا عن كثير من النكات اللَّفظية والبيانية والمعنوية، مع الخوض أحياناً فى المعانى اللُّغوية والمسائل النحوية، كل هذا - كما قلت - فى أسلوب ممتع لا يمل قارئه من تعقيد ولا يسأم من طول.

ولقد وصف المؤلف تفسيره هذا، وبيَّن مسلكه فيه فقال فى مقدمته:

"هذه كلمات شريفة، وتحقيقات منيفة، وبيانات شافية، وإشارات وافية، تتعلق ببعض مشكلات الآيات القرآنية، وغرائب الفقرات الفرقانية. وتتحرى غالباً ما ورد عن خُزَّان أسرار الوحى والتنزيل، ومعادن جواهر العلم والتأويل، والذين نزل فى بيوتهم جبرائيل، بأوجز إشارة، وألطف عبارة، وفيما يتعلق بالألفاظ والأغراض والنكات البيانية تفسير وجيز، فإنه ألطف التفاسير بياناً وأحسنها تبياناً مع وجازة اللَّفظ وكثرة المعنى".

هذا.. وقد أتم المؤلف تفسيره هذا - كما قال فى خاتمته - فى جمادى الأولى سنة ١٢٣٩ هت (تسع وثلاثين ومائتين بعد الألف من الهجرة) والكتاب مطبوع فى مجلد واحد كبير الحجم، وموجود بدار الكتب المصرية، وإليك بعض ما يكشف عن منهج هذا التفسير:

* تعصب المؤلف لأصول مذهبه وأثر ذلك فى تفسيره:

هذا.. وإن المؤلف بحكم عقيدته وهواه يتأثر فى تفسيره بتعاليم الإمامية

<<  <  ج: ص:  >  >>