للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الشاكرين" عن عمومه ويريد منه خصوص علىّ ونفر معه فيقول: "والمراد بالشاكرين ههنا: علىّ ونفر يسير بقوا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انهزم المسلمون" هنا يروى رواية عليها دليل الوضع وسمته فيقول:

"روى عن الصادق: أنه لما انهزم المسلمون يوم أُحُد عن النبى صلى الله عليه وسلم انصرف إليها بوجهه وهو يقول: أنا محمد رسول الله، لم أُقتل ولم أمت، فالتفت إليه فلان وفلان فقالا: الآن يسخر بنا أيضاً وقد هُزِمنا، وبقى معه علىّ وأبو دجانة رحمه الله، فدعاه النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا دجانة؟ انصرف وأنت فى حِلَّ من بَيْعتك، فأما علىّ فهو أنا، وأنا هو، فتحوَّل وجلس بين يدى النبى وبكى وقال: لا واللهِ، ورفع رأسه إلى السماء وقال: لا واللهِ، لا جعلتُ نفسى فى حِلٍّ من بَيْعتك، إنى بايعتك فإلى مَنْ انصرف يا رسول الله؟ إلى زوجة تموت؟ أو ولد يموت؟ أو دار تخرب ومال يفنى وأجل قد اقترب؟ فَرَق له النبى صلى الله عليه وسلم، فلم يزل يُقاتل حتى قُتل، فجاء به علىّ إلى النبى فقال: يا رسول الله؛ أوفيتُ ببيعتى؟ فقال: نعم. وقال له النبى خيراً. وكان الناس يحملون على النبى صلى الله عليه وسلم الميمنة فيكشفهم علىّ، فإذا كشفهم أقبلت الميسرة إلى النبى فلم يزل كذلك حتى تقطَّع سيفه بثلاث قطع، فجاء إلى النبى فطرحه بين يديه وقال: سيفى قد تقطَّع، فيومئذ أعطاه النبى ذا الفقار، ولما رأى النبى صلى الله عليه وسلم اختلاج ساقيه من كثرة القتال، رفع رأسه إلى السماء وهو ويبكى وقال: يا ربِّ، وعدتنى أن تُظهر دينك وإن شئتَ لم يعيك، فأقبل علىّ إلى النبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ أسمع دوياً شديداً، وأسمع: أقدم يا حيزوم، وما أهم أضرب أحداً إلا سقط ميتاً قبل أن أضربه، فقال: هذا جبريل وميكائيل وإسرافيل والملائكة، ثم جاء جبريل فوقف إلى جنب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد؛ إن هذه لهى المواساة، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: إن علياً منى وأنا منه، فقال جبريل: وأنا منكم".. (إلى آخر الحديث) . ونزل: {وَسَيَجْزِي الله الشاكرين} .

ومثلاً نجد أن المؤلف عند تفسيره لقوله تعالى فى الآية [١٤] وما بعدها إلى آخر سورة اللَّيل: {فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تلظى * لاَ يَصْلاَهَآ إِلاَّ الأشقى * الذي كَذَّبَ وتولى * وَسَيُجَنَّبُهَا الأتقى * الذى يُؤْتِي مَالَهُ يتزكى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تجزى * إِلاَّ ابتغآء وَجْهِ رَبِّهِ الأعلى * وَلَسَوْفَ يرضى} يصعب عليه أن يعترف اعترافاً جازماً بأن الأتقى مراد به الصِّدِّيق رضى الله عنه كما يقول المفسِّرون من أهل السًّنَّة، كما نراه حريصاً على أن يكون علىّ هو أولى الناس بهذا الشرف وهذا التنويه الإلهى، فلهذا نراه يقول ما نصه: "إن كانت الآيات نزلت فى رجل خاص فالمعنى عام، والأصل فيمن أعطى واتقَّى: علىّ، وفيمن بخل واستغنى هو الثانى، وقيل المراد بمن أعطى: أبو بكر

<<  <  ج: ص:  >  >>