ثانياً: منع الحسن بن الصبَّاح وغيره من زعماء الباطنية، العوام من دراسة العلوم، والخواص من النظر فى الكتب المتقدمة، وفعل الباب مثل ذلك فحرَّم فى كتابه "البيان" التعليم وقراءة كتب غير كتبه، فكان من وراء ذلك أن حرق أتباعه القرآن الكريم، وما فى أيديهم من كتب العلم.. ولكن بهاء الله أدرك أن هذا التحجير قد يصرف بعض الناس عن دعوته، فنسخ ذلك التحجير، وذلك حيث يقول فى كتابه المسمى بـ "الأقدس": "قد عفا الله عنكم ما نَزَّل فى البيان من محو الكتب، وآذنا بكم بأن تقرأوا من العلوم ما ينفعكم".
ثالثاً: مِنَ الباطنية مَن يدَّعى حلول الإله فى بعض الأشخاص، كالقرامطة الذين يدَّعون حلول الإله فى إمامهم محمد بن إسماعيل. ونجد مثل هذه الدعوى متجلية فى بعض مقالات البابية، فهذا بهاء الله يقول فى "الكتاب": "لنا مع الله حالات نحن فيها هو، وهو نحن، ونحن نحن".
وهذا عباس الملقب بعبد البهاء يقول:"وقد أخبرنا بهاء الله بأن مجىء رب الجنود والأب الأزلى، ومخلِّص العالَم الذى لا بد منه فى آخر الزمان، كما أنذر جميع الأنبياء، عبارة عن تجليه فى الهيكل البشرى، كما تجلى فى هيكل عيسى الناصرى، إلا أن تجليه فى هذه المرة أتم وأكمل وأبهى، فعيسى وغيره من الأنبياء هيأوا الأفئدة والقلوب لاستعداد هذا التجلى الأعظم".
يريد بهذا: أن الله تجلَّى فيه بأعظم من تجليه فى أجسام الأنبياء على ما يزعم.
وهذا أبو الفضل الإيرانى أحد دعاتهم يقول:" ... فكل ما توصف به ذات الله ويُضاف ويُسند إلى الله من العزة، والعظمة، والقدرة، والعلم، والحكمة، والإرادة، والمشيئة ... . وغيرها من الأوصاف، إنما يرجع بالحقيقة إلى مظاهر أمره، ومطالع نوره، ومهابط وحيه، ومواقع ظهوره" ... . ومثل هذا كثير فى كلام زعمائهم ودعاتهم.
رابعاً: يدَّعى الباطنية رجوع الإمام المعصوم بعد استتاره، ويحصرون مدارك الحق فى أقواله. والبهائية يقولون هذا القول ويثبتونه فى كتبهم.
يقول بهاء الله في الكتاب:"يسند القائم ظهره إلى الحرم، ويمد يده المباركة، فتُرى بيضاء من غير سوء، ويقول: هذه يد الله، ويمين الله، وعين الله ... وبأمر الله أنا الذى لا يقع عليه اسم ولا صفة، ظاهرى إمامة، وباطنى غيب لا يُدرك".