للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة: ١٩] ، فإن البيان المذكور فى سورة القيامة فُسِّر بمعنى أننا نبينه بلسانك فتقرأه كما أقرأك جبريل، وبمعنى أنِه إذا أشكل شىء من معانيه فنحن نبينه لك، وعلينا بيان ما فيه من الأحكام والعجائب ولا جَرَم أن ما يتجدد اليوم من العلوم مما ذُكِر فى هذا التفسير وما لم يُذكر، من البيان الذى أكد الله أنه يُظهره لأُمة الإسلام، فالحمد لله الذى وفق فى هذا التفسير لبعض العرفان تصديقاً لما ذكر الله من أن عليه البيان".

ويقول فى موضع آخر: "لماذا ألَّف علماء الإسلام عشرات الأُلوف من الكتب الإسلامية فى علم الفقه ... وعلم الفقه ليس له فى القرآن إلا آيات قلائل لا تصل مائة وخمسين آية؟ فلماذا كثر التأليف فى علم الفقه، وقَلَّ جداً فى علوم الكائنات التى لا تخلو منها سورة؟ بل هى تبلغ سبعمائة وخمسين آية صريحة، وهناك آيات أخرى دلالتها تقرب من الصراحة. فهل يجوز فى عقل أو شرع أن يبرع المسلمون فى علم آياته قليلة. ويجهلوا علماً آياته كثيرة جداً؟ إن آباءنا برعوا فى الفقه، فلنبرع نحن الآن فى علم الكائنات.. لنقم به لترقى الأُمة".

* *

* لم يلق تفسير الجواهر قبولاً لدى كثير من المثقفين:

هذه المقالات - وغيرها كثير فى تفسير الجواهر - نجد أغلبها قد صدر من المؤلف فى مقام الرد على مَن كان يوجه إليه اللَّوم والاعتراض على ما كان منه من تحميل القرآن الكريم علوماً ونظريات مستحدَثة لا عهد للعرب بها، ولا صلة للقرآن بشىء منها.

ويظهر لمن يتصفح هذا التفسير أن المؤلف - رحمه الله - لاقى الكثير من لوم العلماء على مسلكه الذى سلكه فى تفسيره، مما يدل على أن هذه النزعة التفسيرية لم تلق قبولاً لدى كثير من المثقفين.

* *

* مصادرة المملكة السعودية لتفسير الجواهر:

ولعل هذا المنزع فى تفسير القرآن الكريم هو السر الذى من أجله صادرت المملكة العربية السعودية هذا الكتاب، ولم تسمح بدخوله إلى بلادها، كما يجد القارئ ذلك فى نص الكتاب المرسل من المؤلف إلى الملك عبد العزيز آل سعود، ملك نجد والحجاز (ص ٢٣٨ من الجزء الخامس والعشرين) .

* *

* طريقة المؤلف فى هذا التفسير:

هذا وإنى - بعد أن قرأت الكثير من هذا التفسير - أستطيع أن أعطيك صورة

<<  <  ج: ص:  >  >>