كتاب "بيان السعادة فى مقامات العبادة" للشيخ سلطان محمد الخراسانى، من أهل القرن الرابع عشر الهجرى، وقد سبق لنا الكلام عنه مفصَّلاً، وكتاب "آلاء الرحمن فى تفسير القرآن" للشيخ محمد جواد النجفى، المتوفى سنة ١٣٥٢ هـ، وقد سبق الكلام عنه بإيجاز عند الكلام على أهم كتب التفسير عند الإمامية الإثنا عشرية.
والإباضية من الخوراج فسَّروا القرآن وألَّفوا فيه الكتب بما يناسب عقيدتهم، ويساير مذهبهم، كما نجد ذلك فى كتاب "هميان الزاد إلى دار المعاد" للشيخ محمد بن يوسف إطفيش، المتوفى سنة ١٣٢٢هـ، وقد مَرَّ الكلام عنه أيضاً.
والبهائية من الباطنية نظروا إلى القرآن من خلال عقيدتهم، فأوَّلوا وحرَّفوا، كما نجد ذلك جلياً فى رسائل أبى الفضائل الجرفادقانى، أحد رجال البهائية فى هذا العصر.
أما الزيدية ... فهى وإن كانت لا تزال قائمة إلى يومنا هذا، إلا أنَّا لم نقف لها على شىء فى التفسير فى هذا العصر الحديث.
وأما المعتزلة ... فنحن وإن كنا لا نسمع عن قيامها فى هذا العصر كفِرقَة لها كيان، ووحدة، ومقوِّمات، إلا إنَّا نرى أثراً كبيراً لتعاليمها فى تفسير القرآن فى العصر الحديث، كما يظهر ذلك جلياً فى تفاسير الإمامية الإثنا عشرية، والإباضية، ومقالات بعض المحدثين من المفسِّرين.
كل هذه الفِرَق الموجودة فى هذا العصر، أضفت على التفسير لوناً مذهبياً، يقوم على تأييد العقيدة، وخدمتها على حساب القرآن الكريم، ولا أريد أن أطيل بذكر نماذج من هذا اللَّون التفسيرى، إذ قد سبق لنا الكلام عن هذه الكتب التى ذكرتها، وذكرت لك منها ما يعطيك صورة واضحة عن اللَّون المذهبى فى هذا العصر.