للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويبدو أن قوله: "عدم رؤية فعل وصفة حتى من الله تعالى" للتأكيد على مذهب الاتحادية، لأن رؤية فعل متميز، وإثبات صفة معنية لله يعني إثبات الغيرية والتثنية وهذا شرك عندهم.

ثم ينقل عن أحد أئمته أنه قال: "لنا مع الله حالات هو هو ونحن نحن، وهو نحن، ونحن هو" (١) .

ثم يعلق على ذلك بقوله: "وكلمات أهل المعرفة خصوصاً الشيخ الكبير محي الدين مشحونة بأمثال ذلك مثل قوله: الحق خلق، والخلق حق، والحق حق، والخلق خلق".

وقال في نصوصه: "إن الحق المنزه هو الحق المشبه" (٢) . ثم نقل جملة من كلمات ابن عربي (٣) . وقال: "لا ظهور ولا وجود إلا له تبارك وتعالى والعالم خيال في خيال عند الأحرار" (٤) .

وقال: "وإذا نظف دار التحقق من غبار الكثرة، وطوى الحجب النورانية والظلمانية ونال مقام التوحيد الذاتي، والفناء الكلي تحصل له الاستعاذة الحقيقية..".

ثم قال: وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} رجوع العبد إلى الحق بالفناء الكلي المطلق" (٥) .

ثم تراه كثيراً ما يستدل على مذهبه في وحدة الوجوع بقول ابن عربي والذي يصفه بالشيخ الكبير (٦) ، والقونوي، ويصفه بـ"خليفة الشيخ الكبير محيي الدين" (٧) .

وهكذا تبين أن الخميني قد أخذ منهج أهل الحلول والاتحاد.


(١) مصباح الهداية: ص١١٤
(٢) في الأصل المنقول عنه "المشيئة" وهو تصحيف واضح
(٣) مصباح الهداية: ص١١٤
(٤) مصباح الهداية: ص١٢٣
(٥) سر الصلاة: ص١٧٨
(٦) انظر - مثلاً -: ص٨٤، ٩٤، ١١٢ من مصباح الهداية
(٧) انظر: ص١١٠ من مصباح الهداية

<<  <  ج: ص:  >  >>