للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما سلف (١) . - ومن محض الكفر محضًا، وهم كل الناس ما عدا المستضعفين (٢) .

ولهذا قالوا في تعريف الجرعة: إنها "رجعة كثير من الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة (٣) . وعودتهم إلى الحياة بعد الموت" (٤) . في صورهم التي كانوا عليها (٥) .

والراجعون إلى الدنيا هم: "النبي الخاتم، وسائر الأنبياء، والأئمة المعصومون، ومن محض في الإسلام، ومن محض في الكفر، دون الطبقة الجاهلية المعبر عنها بالمستضعفين" (٦) .

أو بعبارة شيخهم المفيد: "من علت درجته في الإيمان، ومن بلغ الغاية في الفساد، كلهم يرجعون بعد موتهم" (٧) . وكذا من كان له قصاص وإن لم يكن ماحضًا فيرجع ويقتص من قاتله (٨) .

وزمن الرجعة العامة هو كما يذكر شيخهم المفيد وغيره "عند قيام مهدي آل محمد عليهم السلام" (٩) . ورجوعه من غيبته، ولكن بعض شيوخهم يقول: إن الرجعة العامة غير مرتبطة بأمر ظهور المهدي. ذلك أن الرجعة - كما يقول - "غير الظهور، لأن الإمام عليه السلام حي غائب وسيظهر إن شاء الله ولم يسلب الملك


(١) انظر: ص (٥٧٢-٥٧٣)
(٢) المستضعفون: مصطلح عند الشيعة يرد في مصادرهم على ألسنة شيوخهم القدامى والمعاصرين، وهم كما يقول المجلسي: ضعفاء العقول مثل النساء العاجزات والبله وأمثالهم، ومن لم يتم عليه الحجة ممن يموت في زمن الفترة، أو كان في موضع لم يأت غليه خبر الحجة فهم المرجون لأمر الله، إما يعذبهم وإما يتوب عليهم، فيرجى لهم النجاة من النار (بحار الأنوار: ٨/٣٦٣، والاعتقادات للمجلسي: ص١٠٠)
(٣) المفيد/ أوائل المقالات: ص٥١
(٤) الحر العاملي/ الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة
(٥) أوائل المقالات: ص٩٥
(٦) جواد تارا/ دائرة المعارف العلوية: ١/٢٥٣
(٧) أوائل المقالات: ص٩٥
(٨) كريم بن إبراهيم/ الفطرة السليمة: ص٣٨٣
(٩) انظر: أوائل المقالات: ص٩٥، الحر العاملي/ الإيقاظ من الهجعة: ص٥٨

<<  <  ج: ص:  >  >>