للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نشأة فكرة الغيبة عند الشيعة الاثني عشرية وتطورها]

حال الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري:

لابد في الحديث عن النشأة أن نتناول حال الشيعة بعد وفاة الحسن لعلاقته الوثيقة بنشأة هذه الفكرة.

إذ بعد وفاة الحسن - إمامهم الحادي عشر - سنة (٢٦٠هـ‍) "لم ير له خلف، ولم يعرف له ولد ظاهر، فاقتسم ما ظهر من ميراثه أخوه جعفر وأمّه" (١) . كما تعترف بذلك كتب الشيعة نفسها.

وبسبب ذلك اضطرب أمر الشّيعة، وتفرّق جمعهم، لأنّهم أصبحوا بلا إمام، ولا دين عندهم بدون إمام، لأنّه هو الحجّة على أهل الأرض (٢) . وحتى كتاب الله سبحانه ليس حجة عندهم إلا به - كما سلف -، وبالإمام بقاء الكون، إذ "لو بقيت الأرض بغير إمام لساخت" (٣) ، وهو أمان النّاس "ولو أنّ الإمام رفع من الأرض ساعة لَمَاجَتْ بأهلها كما يموج البحر بأهله" (٤) . ولكن الإمام مات بلا عقب، وبقيت الأرض بلا إمام، ولم يحدث شيء من هذه الكوارث.. فتحيرت الشيعة واختلفت في أعظم أمر عندها وهو تعيين الإمام، فافترقت إلى أربع عشرة فرقة كما يقول النّوبختي (٥) ، أو خمس عشرة فرقة كما ينقل القمّي (٦) ، وهما من الاثني عشريّة. وممّن عاصر أحداث الاختلاف، إذ هما من القرن الثّالث،


(١) المقالات والفِرَق: ص١٠٢، فِرَق الشّيعة: ص٩٦ (وفيها: "ولم ير له أثر")
(٢) أصول الكافي: ١/١٨٨
(٣) أصول الكافي: ١/١٧٩
(٤) أصول الكافي: ١/١٧٩
(٥) فِرَق الشّيعة: ص٩٦، المفيد/ الفصول المختارة: ص٢٥٨
(٦) المقالات والفِرَق: ص١٠٢

<<  <  ج: ص:  >  >>